الأطفال والملح
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 4 أكتوبر 2019 - 10:30 م
بتوقيت القاهرة
هل ننتبه بالفعل لمحتوى طعام أطفالنا من الملح، ارتفاع ضغط الدم أو المرض الذى يلقب بالقاتل الأخرس الذى لا يحدث جلبة تذكر معها قد تنتبه الضحية قبل أن يهم بإحكام أصابعه القوية على عنقها مستهدفا حياتها قد يمكن الايقاع به إذا ما تنبهنا إلى قدر الملح فيما نقدم لأطفالنا من طعام. يفضل الاطفال بلا شك ما يأكلونه فى صورة وجبات خفيفة بعيدا عن وجبات الطعام التقليدية التى يتناولونها مع أسرهم، المقرمشات، رقائق البطاطس متعددة النكهات: الملح والليمون، الجبنة المتبلة. الجمبرى والبيتزا والكباب وما إليها من ألوان الوجبات سابقة التجهيز والمعبأة فى أكياس جذابة ملونة أو تباع مصحوبة بهدايا رخيصة تبدو جاذبة لانتباه الأطفال كوجبات البيرجر والبطاطس المقلية.
أكثر من ألف ومائة صنف من تلك الأصناف المحببة للأطفال والتى يطلق عليها تسمية سناك: Snak استعرضتها باحثة وفريق يعمل معها فى أحد المؤتمرات المهمة هذا الأسبوع لجمعية أطباء القلب فى نيو اورلينز «joyce Maalouf». جاءت كل تلك الاصناف بلا استثناء زائدة فى محتوى الملح عن التوصيات المقررة للأطفال عادة. بين تلك الأصناف جاءت البيتزا وأصابع الجبن وخلطات تتبيل اللحوم والدجاج والخضراوات التى يستخدم فى اعدادها الميكرويف. المعروف أن القدر المسموح به للأطفال بين سن السنة والثلاث سنوات يجب ألا يتجاوز ١ ــ ١٫٥ جرام يوميا إلا أن قدر الملح فى معظم تلك الأصناف كان يصل إلى ٦٥٠ مليجراما فى الحصة الواحدة من الطعام والذى قد يتناول الطفل فيها من ٧ ـ ٨ حصص يوميا فى طعامه.
ارسلت الباحثة تحذيرها للآباء لمراجعة قدر الملح فى طعام أبنائهم والذى ترى أن السبب الأول والمباشر فى معاناتهم من بدايات مبكرة لارتفاع ضغط الدم فى مراحل تالية للطفولة.
تعدد ذكر الملح فى أبحاث ذات المؤتمر بصورة أكثر شمولية فذكر بحث ثان أن متوسط ما تناوله ثلاثة أرباع سكان العالم فى عام ٢٠١٧ يتعدى الأربعة جرامات فى اليوم «٤٫٠٠٠ مليجرام» وهو ضعف ما توصى به منظمة الصحة العالمية ٢٫٠٠٠ مليجرام يوميا.
أما البحث الثالث فيذكر أن ٢٫٣ مليون انسان قد قضوا نحبهم فى العالم عام ٢٠١٠ متأثرين بأمراض القلب والشرايين.
التأكيد على خطورة الملح تتزايد وتؤكدها أبحاث لا تتوقف بينما فيما يعرف بحرب الملح.
تقاتل باستماتة المؤسسات والشركات العالمية المنتجة للملح للترويج له، بل ومهاجمة الابحاث التى تشير إلى دوره فى عملية ارتفاع الضغط للشرايين بأبحاث أخرى تتحدث عن عوامل أخرى بعيدة عن الملح تتسبب فى ارتفاع ضغط الدم. إنها فى الواقع مسئولية تقع على عاتق الدولة التى تسن القوانين الملزمة ومدى تعاون شركات الطعام العملاقة التى تنتج مثل تلك الأصناف من الاغذية المصنعة. لكن المسئولية الأكبر بلا شك تقع على الإنسان الذى يجب أن يتبنى مبدأ الوقاية خير من العلاج فيبدأ بأطفاله إذا كان الوقت قد مضى به هو دون أن يدرى أهمية وخطورة الملح.