عام المزلقان - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 7:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عام المزلقان

نشر فى : الثلاثاء 1 يناير 2013 - 7:45 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 1 يناير 2013 - 7:45 ص

هل قامت ثورة فعلا فى هذا البلد؟ هل تغير شىء؟ هل اختلفت مصر مرسى عن مصر مبارك؟ بل هل يجوز لنا بعد الثورة أن نستمر فى وصف مصر باسم رئيسها؟.. أحداث العام الذى رحل أمس تمنحنا شرعية طرح كل هذه الأسئلة، والخطاب الأخير للرئيس أمام الشورى يمنحنا حق الإجابة عنها، فما فعله مرسى أمام مجلسه التشريعى الافتراضى كان يفعله مبارك أمام كل مجالسه التشريعية المزورة.

 

فى صباح اليوم الذى داس فيه قطار أسيوط على أغلى ما يملك الإنسان.. داس القطار وهو يزعق فينا «اتقوا الله».. وسألنا يومها «١٧نوفمبر وهو يوم يلخص السنة كلها»: ماذا أنتم فاعلون حتى لا تنزلق مصر كلها؟.

 

فماذا فعلنا؟ تحدثنا وتحدثنا وتحدثنا ثم تعاركنا وتعاركنا وتعاركنا، ومازلنا نتعارك حتى الآن بكل ما أوتينا من قوة وبأس.

 

فى صباح يوم أسيوط الحزين.. حينما جاءت لحظة الحقيقة.. لحظة الرجولة، فر الجميع من الميدان «ولا يزال يفر» حكومة ومعارضة وتكاتفوا وتحالفوا فى عملية خاطفة لإلقاء القبض على الخفير المسكين ودفن مسئولية الجريمة التى تورط فيها الجميع، ثم عادوا ليتحدثوا ويتحدثوا ويتعاركوا ويتعاركوا.

 

الثورة قامت من أجل منع مثل هذه الحوادث المجنونة.. الثورة لم تقم من أجل أسلمة أو علمنة الدستور، أو من أجل معارك نعم ولا.. ما هذه البلادة؟ تُراق دماء الأطفال ويظهر الجميع وكأنه يبكى ثم يهرع ويلهث خلف معارك لا ناقة لهذا الشعب فيها ولا جمل،  وللأسف يركض خلفهما الإعلام ببراعة.

 

الشعب كان يريد إسقاط النظام الذى كان يعذبه ويسحقه ويمرضه ويقتله على مثل هذه المزلقانات.. الشعب لا يرغب فى القتل الغدر ويحصل على التعازى الرسمية والتعويضات الرئاسية والبكائيات الإعلامية.

 

فى مساء يوم حادث أسيوط.. قام والد أحد الضحايا بذبح عجل «بكل ما يملك تقريبا»، وهتف متماسكا شجاعا قويا رافضا للتعويض ولكل سلوك سياسى مخادع: «خدوا واجبكم واتفضلوا». يومها لم يلتفت أحد لهذا الرجل الذى أعلن بمشاعره الفطرية النبيلة أن الثورة مستمرة ضد من اغتالوا ولده ولم يفلحوا فى منع روح البلاد من الوقوع على مزلقان فساد الساسة والسياسة ومؤامرات التمكين والبحث عن مقاعد السلطة الذهبية بالدماء الذكية البريئة.

 

ما بين صباح ومساء يوم حادث أسيوط.. بدت الصورة واضحة رائقة شفافة تكشف بجلاء عن أن هناك من هو قادر بين أبناء هذا الشعب على حماية بلاده من الانحدار على مزلقان الضياع والخسران ومقاومة جبن من يحكم وخسة من يستعمل أوجاع الرجال.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات