رغم دهشتى البالغة فإننى لم أخف سرورى من المشهد، فعلى غير عادتها خلال جمع ثورة 25 يناير ــ فتحت المحال والشركات التى تطل على ميدان التحرير أبوابها أثناء مليونيات رفض الإعلان الدستورى الأخير خاصة مليونية الثلاثاء الحاشدة ولا أدرى هل قرارالفتح ــ من باب المشاركة والتضامن مع المتظاهرين، أم أن «أكل العيش يحكم» وأن المشهد لم يعد يخفيهم خاصة أن المظاهرات سلمية، لعل سبب التساؤل هو أن الشركات التى فتحت أبوابها لم تكن فقط محال الطعام أو المقاهى التى تجد إقبالا شديدا، كانت هناك شركات طيران وسياحة وصرافة فتحت أبوابها دون قلق رغم أنها قد لا تجد زبائن فى مثل هذه الظروف.

عندما تحدثت معهم تمنى أصحاب الشركات أن تنتهى هذه الازمة على خير وأن يستجيب الرئيس لمطالب الشعب من أجل صالح البلد.

 ●●●

بدأ فصل الشتاء الذى يزيد فيه عادة استهلاك أسطوانات البوتاجاز وحتى الآن لم نسمع عن أى خطط رسمية لمواجهة هذه الزيادة أو عن تطبيق نظام الكوبونات فى القاهرة الكبرى وباقى المحافظات بعد تجربته فى العديد من المحافظات، وذلك حتى لا تتكرر ماسى الشتاء الماضى والتى لم تقتصر على الارتفاع الكبير فى أسعار الأسطوانات، بل أصبح مشهد وقوع ضحايا فى مشاجرات واشتباكات طوابير البوتاجاز فى القاهرة والمحافظات أمرا معتادا، نحن فى انتظار إعلان واضح من  الحكومة عن الخطوات التى ستقوم بها من أجل توفير الأسطوانات بطرق تحترم آدمية المستهلكين، وبالأسعار المحددة سواء عن طريق الكوبونات أو أى سبيل آخر دون أن تتركهم فى مواجهة التجار والبلطجية.

●●●

البنزين بدوره لم يصادف تخطيطا جيدا من جانب وزارة البترول حتى الآن فقد اكتفت الوزارة برفع الدعم عن البنزين 95 الأسبوع الأخير بعد تداول الأمر لعدة أسابيع، ولاشك أن الكثير من السيارات المستهدفة بالقرار قد تحولت إلى البنزين 92 المدعم، وبالطبع لا تستطيع أى محطة بنزين أن تمتنع عن ذلك، كذلك ثمة مشكلة لم تضع الوزارة لها حلا، وهى السيارات القديمة التى تزيد سعتها على 2000 سى سى، والتى يمتلكها ناس عادية جدا ومستحقة للدعم، وكان يجب ان تبادر الوزارة إلى تطبيق نظام ترشيد دعم البنزين مكتملا منعا لحدوث ضغط على انواع البنزين المدعمة، وحدوث اختناقات جديدة.

إن الحكومة مدعوة الآن لإجراء مزيد من الدراسات حول مدى تأثير ترشيد دعم البنزين على أسعار السلع والخدمات، وأن تضع من الضوابط ما يحول دون حدوث أية أعباء على المواطنين.