حمص السيد البدوى وحلاوته - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 5:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حمص السيد البدوى وحلاوته

نشر فى : الخميس 2 ديسمبر 2010 - 9:52 ص | آخر تحديث : الخميس 2 ديسمبر 2010 - 9:52 ص

 أحب الدكتور السيد البدوى المشاركة فى الانتخابات، مستسلما لكلام الحكومة الناعم عن النزاهة والشراكة مع المعارضة فى نظام سياسى يكرس الدولة المدنية، لكنه كمن أحب ولم يطل شيئا، شاف الحمص دون أن يتذوقه بعد أن غرر الحزب الوطنى بالجميع وخدعهم، بعد ما سلبهم أشياء هى الأغلى ــ أو هكذا يفترض ــ عند أية معارضة فى العالم.

وأتصور أن على كل الذين خرجوا من الانتخابات بخفى حنين ــ بعضهم خرج بفردة خف واحدة ــ أن يسألوا أنفسهم هل هذا حصاد معقول أو مقبول لما دفعوه من أثمان باهظة؟

هل يكون مقابل اغتيال صحيفة الدستور وإزاحة الإبراهيمين عيسى ومنصور، وتشريد عشرات الصحفيين مقعدا أو مقعدين أو ثلاثة فى برلمان سيكون فى أفضل الأحوال نسخة مزيدة ومنقحة من مجلس الشورى، بحيث تنفرد مصر دونا عن كل دول بالعالم بوجود مجلسين للشورى بها؟

لقد واجه رئيس الوفد عواصف مدمرة من الاتهامات بالتورط فى علاقة غير طبيعية مع الحكومة وحزبها، وارتبط اسمه باغتيال حرية الصحافة وإسكات الأصوات المشاغبة، وتصور ومعه الجميع أنه بذلك سيكون فرس الرهان فى الانتخابات لكى يحصد عشرات المقاعد التى تجعله يقود المعارضة.. ثم أفاق على كابوس مخيف، إذ كشر الحزب الوطنى عن أنيابه وقرر التهام الجميع، حلفائه قبل خصومه، بعد أن خدرهم بكلام محشو بما يذهب العقل ويسيل اللعاب.

وأحسب أن النتائج المدوية التى أسفرت عنها الجولة الأولى من الانتخابات ــ ورغم إقرار الكثيرين وأنا أولهم ببطلان العملية وعوارها وفسادها ــ ينبغى أن تعيد أحزاب المعارضة ــ أعنى الحقيقية لا فروع الحزب الوطنى ــ إلى رشدها وصوابها، وعلى هذه الأحزاب أن تعى الدرس جيدا وتخرج من شرنقة الوهم التى نسجتها حول نفسها، وتدرك أن وجودها مرتبط أولا وأخيرا بأنها تعارض جذريا معطيات الوضع القائم ومفرداته، وبدون ذلك تكون أشبه بالوصيفات فى بلاط السلطة.


ولعل الجميع يدركون الآن أن انخراطهم فى عملية إحباط الدعوة المحترمة التى أطلقتها الجمعية الوطنية للتغيير لمقاطعة الانتخابات، كانت خطأ استراتيجيا فادحا، أفقدها كل شىء، فلا هى طالت بلح المقاعد النيابية، ولا عنب السمعة السياسية الحسنة.

وأظن أن عليهم الآن الاعتراف بخطيئتهم والاعتذار لجماهيرهم عن تلك النزوة السياسية التى خسروا بها أنفسهم ولم يكسبوا مجرد حتى التمثيل المشرف.. مع الأخذ فى الاعتبار أن الضحية الأولى لعمليات التزوير والتسويد كانت مجموعة النواب المستقلين الذين شقوا عصا طاعة أحمد عز، وليس أحزاب المعارضة المستأنسة.

وائل قنديل كاتب صحفي