حضرة الضابط.. بالحب اتجمعنا - أحمد سمير - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 5:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حضرة الضابط.. بالحب اتجمعنا

نشر فى : الإثنين 2 ديسمبر 2013 - 8:25 م | آخر تحديث : الإثنين 2 ديسمبر 2013 - 9:18 م

(1)

محمد رضا..

محمد قُتل خلال إطلاق الشرطة الخرطوش داخل جامعة القاهرة.. واتهمت الشرطة زملاءه بقتله، وحُبست مجموعة طلبة على ذمة التحقيق.

هذا تطور مهم.. نحن الآن أمام تنظيم عصابي يقتل ويتستر على جرائم أفراده، ثم يلفق التهمة لزملاء القتيل.

عهد تبرئة الضباط قتلة المتظاهرين انتهى، لنبدأ عهد تلفيق تهم لزملاء القتيل.. وهكذا فقد تخطينا مرحلة "الداخلية بلطجية" إلى مرحلة "الداخلية جريمة منظمة".

(2)

أدانت جامعة القاهرة مقتل طالب بكلية هندسة وإصابة طالب آخر بالعمى، وقالت إن أجهزة الأمن تتحمل المسؤولية عن تلك الأحداث، وإن ممارسات الأمن تجاوزت كل الحدود، حين تعمد تعقب الطلاب حتى بعد دخولهم الجامعة عقب مظاهرتهم.

(3)

تقول لنا زميلتنا: "يوم مظاهرة لا للمحاكمات العسكرية الساعة 8.. كنت راجعة من الشغل.. داخلة من شارع طلعت حرب علشان أوصل للميدان.. لقيت من ضهري الباشا بيجيبني من شعري من الباب للطاق وأنا أصلا مكنتش حتى لا في موقع اشتباكات ولا حتى مظاهرة.. ضرب وشتايم قذرة عمري ما سمعتها في حياتي.. ورّم لي عيني.. وكدمات في جسمي كله ده غير النزيف.. الباشا اتنرفز أكتر لمجرد إني لابسة تيشرت مكتوب عليه أنا بتنفس حرية.. نزفت وروحت المستشفى، ومن يومها عايشة ع المسكنات".

لم يكن الضابط مضطرا ليفعل هذا.. الأمر يحتاج علاجا نفسيا.

(4)

"حضرة الظابط يا ابنى.. رد عليا.. أنا أخوك.. اوعى يا ابنى من سكة القطر.. قوم يا عريس.. ده أنا محبلكش إلا الخير يا ابنى.. دخل إيدك جوا الأكمام".

(5)

طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من السلطات المصرية «النظر في تعديلات» لقانون التظاهر.

وأضاف أنه «منشغل جدًّا بعمليات الاحتجاز وتفريق المتظاهرين بعنف في مصر، علاوة على معلومات بشأن أعمال عنف ذات طابع جنسي ضد متظاهرين».

من جهته أعلن مجلس الوزراء أن خيارنا الوحيد تنفيذ قانون التظاهر كما هو، والحفاظ على هيبة الدولة.

قال لك: قانون.. وقال لك: هيبة الدولة.

(6)

"باسم القانون يُضيع العدل.. وباسم الديمقراطية تُبدد الحرية.. وباسم هيبة الدولة تهدد الكرامة".

هكذا كتب دكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس، على صفحته على فيس بوك في 11 أكتوبر 2012.

(7)

من يزعجهم التظاهر يزعجهم ارتكابنا لفعل عام في طريقهم الفاضح.

مظاهرة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" التي كانت أكبر ضربة إعلامية للسلطة منذ 3 يوليو، لم تندلع احتجاجا لأن أيا "منا" تعرض لأذى أو اعتقل أو حوكم عسكريا.. فلسنا قبيلة تدافع عن أبنائها.

إنهم يقاتلون أفكارا.. مجرد أفكار.. ولذلك سننتصر.

يتصورون أن هدفنا هو الثورة.. لكن الثورة ليست هي القصة.. الثورة مجرد أداة للحفاظ على حقوق البشر.. البشر الذين يتم امتهانهم في الكمين أو في محاكمة عسكرية ظالمة هم من يهموننا.

البشر أولا.

(8)

عزيزي ضابط الداخلية.. نحبك وسنربيك.

جهاز الشرطة الذي قامت الثورة في يوم عيده جهاز فاسد لم يتم تطهيره، ودورنا الوطني إعادة تأهيل ضباطه غير المنضبطين نفسيا وأخلاقيا وسلوكيا.

أرادكم مرسي أن تواجهوا معارضيه، وقال لكم إنهم بلطجية، وأراد السيسي أن تواجهوا معارضيه، وقال لكم إرهابيين.. نحن سنعيدكم إلى مهمتكم في مواجهة الجنائيين ومن يحملون السلاح.

نعلم أنكم جهلة بالقانون وسنعلمكم.. نعلم أنكم فشلة غير محترفين وسندربكم.. فكم نحن طيبون ونحب الآخرين حتى من يؤذوننا منهم.

سنحاكم البعض منكم.. من تورط في قتل أو فساد.. هذا مفيد جدا، فكل مؤسسة فاسدة تحتاج إلى تطهير.

عزيزي الضابط.. سنعلمك أن تكون رجلا لا تضرب امرأة أو ضعيفا.. سنراقبك كي لا تعمل بالرشاوى والإتاوات.. نعلم أنه شعور الرجولة، الكثير منكم لم يجربوه.. صدقني من يفعل منكم سيجده عظيما.

أنت لست مجرما.. أنت ضحية مفاهيم مريضة شوَّهَتْك نفسيا، تعلمتها في كلية الشرطة.. سنعيد تعديل مناهج الشرطة؛ لتتربى على احترام حقوق المواطنين.

تقول قيادتنا لن توافق.. لا تقلقوا قيادتكم ستجلس في المنزل مرتدية جلبابا أبيض نظيفا؛ للتفرغ للعبادة في آخر أيامها.. سنأتي بوزير داخلية مدني حقوقي أو من رجال القضاء.

سننهي الاستعباد في الأمن المركزي، واستعباد كباركم لكم، وسننهي عسكرة الداخلية، ونعيدكم هيئة مدنية.. باختصار سنعيدكم بشرا.

معنا.. ستفهمون أن القانون ليس قانون التظاهر.. سنجعلكم تطبقون قانون المرور وقانون البناء بدون ترخيص وقانون الاتجار في المخدرات، ومن لن يعمل سنستبدله بخريجين من كلية حقوق.

لا تريد أن يُفعل بك هذا اليوم.. حقك.. قاوم لسنين لو أردت.. لكن في النهاية سنفعل بك.

حتى ذلك الحين.. ستستمع إلى إهاناتك مظاهرات الأولتراس.. ستستمر في بناء أبراج حراسة كي لا يحرقها أبناء المناطق الشعبية الغاضبون من المعاملة المهينة.. ستتلفت وراءك كلما سرت، خوفا من أن تلتقي شابا اعتديت عليه يوما.

نحن نحبكم.. لذا سنتألم كثيرا كلما رأينا متظاهرين غاضبين يحرقون سيارة لكم..

سنحميكم من أنفسكم.. وسنظل وراءكم مهما طال الزمن.

انتم متعرفوش إنكم نور عنينا ولا إيه؟؟..

رابط يجدر الإشارة إليه:

شاهد الرابط قناوي يا ابني- باب الحديد

التعليقات