سنعيد بناء أمريكا - باراك أوباما - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 9:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سنعيد بناء أمريكا

نشر فى : الأحد 4 نوفمبر 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 4 نوفمبر 2012 - 8:22 ص

قبل أربعة أعوام كنا غارقين فى حربين وفى أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد العظيم فى الثلاثينيات. معا شقَقْنا طريق عودتنا، فحرب العراق انتهت، وأسامة بن لادن قتل، وأبطالنا يعودون للوطن. أوجدنا أكثر من خمسة ملايين وظيفة خلال الأشهر الثلاثين الماضية، وسجلت قيمة المنازل وخطط التقاعد ارتفاعا متزايدا. أصبحنا أقل اعتمادا على النفط المستورد. أما صناعة السيارات الأمريكية، فعادت للحياة.

 

يوم الثلاثاء، سيتسنى للأمريكيين الاختيار بين رؤيتين مختلفتين جذريا بشأن ما سيجعل أمريكا بلدا قويا. أعتقد أن ازدهار أمريكا بُنى عبر تقوية الطبقة الوسطى، فنحن لا ننجح عندما تكون أوضاع قلة فى أعلى سلم المجتمع جيدة بينما تكافح البقية للحصول على أقل متطلبات العيش الكريم. أوضاعنا تكون أفضل عندما يحظى الجميع بفرص عادلة، ويؤدى الجميع واجباتهم بشكل عادل ويحترم الجميع قواعد اللعبة.

 

عندما كان بيل كلينتون رئيسا، كان يؤمن بأنه إذا استثمرت أمريكا فى مهارات وأفكار أبنائها، فسيتبع ذلك فرص عمل وشركات جديدة، طلب من الأغنياء أن يدفعوا نسبة إضافية قليلة من أموالهم لتقليص العجز، مع مواصلة الاستثمار فى التدريب والتعليم والأبحاث والتكنولوجيا ورعاية صحية أفضل وبرنامج تقاعد محترم. وما الذى حدث؟ مع نهاية ولاية كلينتون، أوجد اقتصادنا 23 مليون وظيفة جديدة، وارتفعت الأجور، وتراجع مستوى الفقر وأصبح لدينا أكبر فائض فى تاريخنا.

 

إن المسار الذى يعرضه حاكم ماستشوستس السابق رومنى، هو نفسه الذى جرّبناه خلال الأعوام الثمانية التى تلت رئاسة كلينتون، وهو فلسفة تقول إن الذين فى القمة يحق لهم أن يلعبوا بقواعد مختلفة عن البقية، عبر تخفيضات ضريبية للأغنياء لا يمكننا تغطيتها، وبتشجيع الشركات على نقل الوظائف والأرباح للخارج، وبفرض قواعد أقل على كبريات البنوك وشركات التأمين. هذه السياسات هى التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن.

 

حاول رومنى مؤخرا أن يظهر نفسه كعنصر تغيير، منتقدا خططه الضريبية والدفاعية. إن التغيير هو أن يتمتع المواطنون بمهارات ومستوى تعليمى يضمن الحصول على وظيفة جيدة. التغيير هو أن تكون أمريكا موطنا للجيل القادم للصناعة والابتكار، وأن تدير ظهرها لعقد من الحرب لتكرس اهتمامها بالإعمار هنا على أراضيها. طالما كنت رئيس البلاد، سنلاحق أعداءنا مع أقوى جيش فى العالم، لكن الوقت حان لاستخدام بعض المدخرات، التى سنجمعها بإنهاء حربى العراق وأفغانستان؛ لتسديد ديوننا وإعادة بناء أمريكا.. طرقاتنا وجسورنا ومدارسنا. 

 

الأثرياء ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم فى واشنطن، إن الذين يحتاجون لمن يدافع عنهم هم من أقرأ رسائلهم كل ليلة. الطباخون وعمال النظافة الذين يعملون ساعات إضافية فى فندق بلاس فيجاس، المعلمة المجبرة على عدم قضاء وقت كاف مع كل تلميذ بسبب اكتظاظ الفصول، أطفالها الذين يحلمون بأن يصبحوا شخصيات مهمة. 

 

عندما يكون وضع هؤلاء جيدا فإن وضع البلاد يكون جيدا. هذا هو التغيير الذى نحتاجه. حان الوقت لإنهاء ما بدأناه، لتعليم أبنائنا، وتدريب عمالنا، وإيجاد فرص عمل جديدة، وطاقة جديدة، وفرصة جيدة لنحرص على أنه بغض النظر عمن أنت، ومن أين أتيت، أو كيف بدأت، هذا هو البلد الذى يمكنك أن تنجح فيه إذا حاولت. أمريكا التى نحلم بها فى متناولنا، المستقبل الذى نأمل فيه يمكننا رؤيته، ولهذا أطلب أن تمنحونى صوتكم يوم الثلاثاء.

 

مقال افتتاحى بموقع شبكة «سى إن إن» الأمريكية

 

باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة
التعليقات