استعادة السلطة واستعادة الثورة - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأربعاء 29 مايو 2024 4:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استعادة السلطة واستعادة الثورة

نشر فى : الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 7:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 7:00 م

لا أعرف كيف سار يوم أمس، فظروف الطباعة تقتضى أن نكتب فى الصباح، لكن فى جميع الأحوال، وأيا ما حدث فى محاكمة الرئيس السابق، فهو بالتأكيد يشبه ما حدث فى محاكمة الرئيس الأسبق، بالطبع مع اختلاف كامل فى التفاصيل، فالنتيجة الإيجابية الوحيدة لمثل هذه المحاكمات، أن الرئيس يخضع للمحاكمة، وأنه لا يوجد فى هذه البلاد من هو فوق الحساب، وربما يرتاح أهالى الضحايا، وربما يشعرون أن دم أبنائهم وإخوانهم وأصدقائهم وآبائهم لم يذهب هدرا، لكن الأكيد أن النتائج لن تتحقق عبر قاعات المحاكم، وأن ما طالبت به الجماهير أبعد بكثير من أن ترى صورة رئيس الجمهورية فى القفص، للجماهير مطالب كبرى لم يتحقق منها شىء، فى ٢٠١١ ربما كانت لحظة محاكمة مبارك مهمة، أما محاكمة مرسى فهى قصة معادة ومكررة، وربما تصبح مكرورة، والقصة برمتها صارت بين يدى القضاء، ولكن ماذا يحدث على أرض مصر خارج قاعة المحكمة، وكيف تسير الثورة وماذا تحقق من أهدافها، وأعتقد، للأسف الشديد، أن هذه الأسئلة الإجبارية لم ننشغل بها حتى الآن، وإن كانت هناك بعض المحاولات لتقديم أى شىء للجماهير، لكن أحدا لم يعى أبدا ماذا يعنى أن الشعب قام بثورة.

إن استعادة ثورة يناير وأهدافها، يجب أن يكون على أجندة الجميع، لأن ذلك ما طالبت به الجماهير وترغبه حقا، الجماهير حينما أطاحت بالنظام الأسبق، كانت تطيح بنظام فاسد سرقها وقهرها وظلمها، بحثا عن نظام لا يسرقها ولا يقهرها ولا يمارس فساده عليها، الجماهير لم تكن تتمنى أن تعيش فى ظل صراع على السلطة، أو أن يحكمها نظام يحقق امنياته الخاصة وأحلامه التاريخية، وأن يكون أستاذا للعالم، الجماهير لم تطلب ذلك على الإطلاق، الجماهير طلبت الحياة الكريمة والعيش والحرية والعلاج والتعليم والعمل والكرامة، والأهم ان هذه الجماهير كانت تطلب العيش فى أمان وطمأنينة، هذه الجماهير لم تطلب يوما العنف والدماء وأرواح الأبرياء، أو الاستمتاع بمحاكمات تاريخية، أو سجن قيادات سياسية، وهذا هو الاختبار الذى لم ينجح فيه أحد حتى الآن، لذا مازلت ثورة يناير مكبوتة فى قلوب جماهيرها ومكلومة عند ثوارها.

إن استعادة ثورة يناير ومطالبها أهم بكثير من محاكمة مرسى وأعوانه وجماعته، كما أنها أهم بكثير من مبارك الراقد دوما على فراش المرض (شفاه الله) استعادة الثورة مهمة وواجبة ومقدسة، والثورة لن يتم استعادتها بما يفعله الاخوان الذى يتمنون السواد صراحة لمصر، والثورة ستضيع إذا تمكن خصومها من العودة لقواعدهم سالمين كما كانت الاوضاع قبل يناير ٢٠١١، لن يتم استعادة الثورة فى ظل الصراع المحموم من أجل استعادة السلطة، الثورة ستعود، فقط، مع نظام جديد كما كان يهتف الشعب لحظة إعلان مبارك تنحيه عن السلطة، والنظام الجديد بالضرورة أن يكون وفقا لإرادة الجماهير التى تم خداعها من الجميع، ولم يخلص لها أحد حتى الآن، أو على الأقل هذا ما تشعر به الجماهير صاحبة السيادة التى مازالت تبحث عن المأكل والمشرب والدواء، والأكيد أن محاكمة مرسى أو سجن مبارك لن يستطيعا ذلك، فعلا لا أفهم لماذا لا يريد أحد فى هذه البلاد التسليم بأن ما حدث فى يناير كان ثورة اجتماعية خاصة تبحث عن عدالة لمن خرج مطالبا بها؟

عمرو خفاجى

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات