لا تخذلوا عقولكم - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الخميس 13 فبراير 2025 1:37 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

لا تخذلوا عقولكم

نشر فى : الأحد 4 ديسمبر 2011 - 9:15 ص | آخر تحديث : الأحد 4 ديسمبر 2011 - 9:15 ص

هل تعتقد أن الكنيسة المصرية أقوى فى شبرا أم فى مدينة نصر؟

 

قطعا لا تحتاج جهدا ولا معرفة لتعرف أن شبرا من أكثر المناطق التى يسكن فيها مصريون مسيحيون، لكن مع ذلك لم تنجح «الكتلة المصرية» التى يسميها بعض الخارجين على السياق العام للتيار الإسلامى السياسى بـ«الكتلة الصليبية» فى شبرا، لكن رغم هذه الحقيقة، مازال هناك من يحاول خداعك باسم الدين، ليقول إن د.مصطفى النجار المرشح على مقعد الفئات فى جولة الإعادة والذى تصدر الجولة الأولى بفارق كبير عن أقرب منافسيه لكنه لم يحصد الخمسين فى المائة زائد واحد، مرشح الكنيسة، وأصوات المسيحيين وحدهم هى التى تدعم تقدمه.

 

يقولون لك فى مدينة نصر: «لا تخذل الإسلام وانتخب د. محمد يسرى مرشح حزب النور» والحقيقة أن هذه الجملة ليست جريمة فقط بمعيار القانون والأخلاق، لكنها جريمة فى حق الإسلام نفسه، فصاحب هذا الدعوة إن كان د. يسرى أو أحد أنصاره، أولا يختزل الإسلام فى شخصه، فصار يسرى وكأنه الإسلام وصار الإسلام وكأنه يسرى، وهو منطق تكفيرى أو تأثيمى على الأقل، ويعنى أن آلاف المسلمين الذين انتخبوا مصطفى النجار فى الجولة الأولى عن قناعة أنهم يحجزون به مقعدا فى البرلمان وليس فى الجنة، خذلوا الإسلام وأثموا لأنهم لم يمنحوا أصواتهم لمحمد يسرى ومنحوها للنجار.

 

كيف تثق أن يسرى سيكون نائبا عن كل المصريين نائبا للوطن كله، إذا كانت الدعاية «المحسوبة عليه» تقصى وتستبعد بل وتحتقر جزءا من نسيج الشعب المصرى، فكأن تأييد الأقباط لمرشح نقيصة فى حقه، رغم أنهم مواطنون كغيرهم ويملكون أصواتا كغيرهم ومن حقهم التصويت والانحياز أيضا كغيرهم ومن الطبيعى والمنطقى أن يسعى أى مرشح لنيل أصواتهم كغيرهم، والمفترض أن يسرى إّذا نجح فى الجولة الثانية سيكون نائبا عن كل المواطنين المسجلين فى الدائرة من منحوه أصواتهم ومن «خذلوا الإسلام» ولم ينتخبوه، وسيكون شاء أم أبى نائبا عن المسلم والقبطى والسلفى والعلمانى والمحجبة والمتبرجة، فهل سيقصر خدماته على من قالوا له نعم دون من قالوا له لا، أم سيرفض خدمة مواطن قبطى من دائرته لكونه قبطيا؟

 

الذين انتخبوا وسينتخبون مصطفى النجار لن يخذلوا الإسلام ولن يأثموا حتى لو أفتى بذلك كل ضيقى الأفق، لكن الذين يصمتون على هذا الخطاب وهذا التحريض الضمنى على الأقباط وهذا الإقصاء والتهميش والتخوين للصورة النمطية للقبطى، خصوصا داخل التيار الرئيسى للحركة الإسلامية السياسية فى مصر، يخذلون الوطن والعقول، ولا ينفعون الإسلام بشىء بقدر ما ينفرون منه.

 

يسرى ليس الإسلام ولا يمثله، ولا يوجد شخص أو جماعة أو مؤسسة أو حزب يمكن أن يدعى أنه يمثل دينا يدين به 1.5 مليار إنسان فى العالم، كل يمثل فهمه من داخل ذات الإيمان، والنجار ويسرى فى ذلك متساويان.

 

اسألوا أصحاب هذه الفتاوى أين كانوا يوم 25 و28 يناير عندما كان د.مصطفى النجار يواجه الغاز والرصاص فى مقدمة صفوف الثوار، ينصر الوطن ويخدم الإسلام الذى دعا للحرية والعدل ومواجهة السلطان الجائر؟!

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات