●●  قال شوبير إنه انسحب من خوض انتخابات اتحاد الكرة لانسحاب المهندس هانى أبوريدة.. وهو انسحاب متأخر، لكنى أكرر أن شوبير تحمل وبرحابة صدر منذ كان يلعب فى ساحة الإعلام الرياضى وحده يوما فى قناة دريم، تحمل أن أطلب منه على الهواء مباشرة أن يختار بين الإعلام وبين العمل فى اتحاد الكرة، وقد كررت ذلك معه ومع غيره كثيرا.

فمنذ 35 عاما كان اختيارى هو ممارسة الصحافة دون غيرها. على الرغم من أن أساتذة كبار فى النقد الرياضى جمعوا بين المهنة وبين العمل التطوعى. لكنى لن أقارن بين الأجيال.

●●لا يمكن أن يستقيم فى هذا الزمن الجمع بين العمل الإعلامى وبين العمل التطوعى. مستحيل. فكيف يكون لك برنامجك الذى تنتقد فيه من تنتقد ثم تجد أمامك خطا أحمر عند اتحادك. ولو كنت صادقا وموضوعيا، ستظل موضع شك وضعت نفسك داخله بهذا الجمع. لأننا فى مجتمع الشك وليس مجتمع اليقين. ولقد عارضت عمل الصحفيين بالاتحادات والأندية طوال حياتى المهنية لأنه تضارب مصالح.. ولعل شوبير يتذكر أيضا أنى قلت له وعلى الهواء مباشرة أيضا: «أتمنى أن يبتعد عن اتحاد كرة القدم كل من عمل به خلال العشرين سنة الماضية..». وكان ذلك بعد كارثة استاد بورسعيد، وقبل أن أعرف اسما واحدا من الأسماء التى تنوى خوض الانتخابات. فالأمر هو المبدأ وليس الاسم.

●●  لقد حقق هانى أبوريدة نجاحات كثيرة فى إدارة كرة القدم.. لكن التغيير سنة حياة. والأجيال الجديدة من حقها أن ترى وجوها جديدة. فلا تسلم إدارة موقع من لويس الخامس عشر إلى لويس السادس عشر، ثم تسلم من لويس السادس عشر إلى لويس الخامس عشر، دون أن يلتفت أحد إلى لويس الرابع عشر.. وهذا ينسحب على أسماء كثيرة سبق لها العمل تطوعا فى الاتحاد، مثل مجاهد وكردى والشامى وسحر الهوارى، يجب أن تمنح الفرصة للغير وللتغيير. وهنا نحن لا نطالب طبيبا بالاعتزال لأنه يمارس المهنة منذ 30 عاما.. فهذا يكون قراره وشأنه الخاص.. لكننا نتحدث عن عمل تطوعى.

●●  حقق المنتخب الوطنى إنجازا بفوزه بكأس إفريقيا ثلاث مرات متتالية، كما سبق وفاز بكأس القارة عام 1998 فى عهد سمير زاهر ورفاقه.. لكن ذلك لا يعنى أن الاتحاد صاحب هذا الإنجاز ومحتكره.. فالاتحاد الإنجليزى ظل يدير اللعبة بكفاءة مع أن منتخب إنجلترا له إنجاز واحد فى تاريخه كله.. وقد حدث أن قلت لسمير زاهر يوما بأنى سوف أنتخبه مدى الحياة لو فاز المنتخب بكأس الأمم فى أنجولا. وكانت مداعبة طبعا فلم أكن أتصور، أن تتحقق المعجزة.. ومقابل ذلك شهدت الكرة المصرية داخليا أوجه فشل متعددة، لا تسمح المساحة بإحصائها. واليوم ننتظر وجوها جديدة متصلة فكريا بالعالم وتحل لنا المشاكل الموسمية المتكررة منذ سنوات.

●●●

●●  تحت عنوان: إنه مختل عقليا. طرحت عدة أسئلة بشأن وقائع وأحداث، فلم يجب أحد ولن يجيب أحد. وهذا يذكرنى بصديق قرر أن يداعب الرجل الذى يقم بشى السمك، فسأله بالعربية الفصحى: هل استوى السمك ؟ فأجابه الرجل: نعم هل استوى السمك؟!!