روح الصحافة - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 11:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روح الصحافة

نشر فى : الإثنين 6 مايو 2024 - 6:35 م | آخر تحديث : الإثنين 6 مايو 2024 - 6:35 م

 السبق الخبرى والانفراد الصحفى، ثنائية تسعى كل صحيفة أو محطة فضائية إخبارية امتلاكهما، ويجتهد كل صحفى للفوز بطعم مردودهما على سجله المهنى طوال مشواره العملى فى بلاط صاحبة الجلالة، وفى السبق والانفراد تكمن روح الصحافة الجادة، التى تتمثل الدور المنوط بها لعبه، والمسئولية المجتمعية الملقاه على عاتقها، باعتبارها الضمير اليقظ الذى يُجنب المجتمعات الانزلاق فى هوة الفشل وبؤر الفساد القاتلة.

وعادة ما تشكل غرف الأخبار فى الصحف والمحطات التليفزيونية الإخبارية عامل إغراء لصناع الدراما والأفلام السينمائية، قديمًا وحديثًا، كون الصحفى مشروع مغامر يسعى دائمًا للحصول على الأخبار والمعلومات التى تشكل اهتمامًا لدى الرأى العام فى الأحداث والقضايا التى يمر بها مجتمع ما فى فترة ما، وتكون ذات تأثير عميق على مسيرة هذا البلد أو ذاك.

وكما هى الصحف الجادة فى تناولها للأحداث، هناك أفلام ومسلسلات تقدم شخصية الصحفى، حيث يجب أن يكون مدافعًا صلبًا عن دوره فى كشف الحقائق وتنوير الناس، يشير إلى مكامن الخطر، ومواطن الضعف التى يجب التخلص منها، بما يعود على المجتمعات النفع ويساعدها على تلافى عيوبها والعمل باجتهاد لتقوية مقومات وجودها فى سباق الحياة الذى لا يرحم كل متخاذل.

يدفع الصحفيون فى كل مكان ضرائب باهظة لكشف الحقائق، ونقل ما يدور من أحداث وخاصة فى مناطق النزاعات والحروب، ولعل ما يواجهه مئات الصحفيين فى قطاع غزة خير برهان ودليل على التكلفة التى يتحملها الصحفيون لخدمة مجتمعاتهم، فقد سقط من بين هؤلاء أكثر من 140 شهيدًا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى التى تتعمد استهداف طواقم العمل الصحفى حتى تحجب حقيقة وجه جيشها القبيح وما يقوم به من عمليات إبادة جماعية للأطفال والنساء.

الوضع المزرى الذى يتعرض له الصحفيون فى غزة تواكب مع الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة الذى يصادف الثالث من مايو من كل عام، بعد أن أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما لحرية الصحافة فى ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو،  ليكون مناسبة للوقوف على حال الصحافة والصحفيين فى كل مكان.

الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة كما ذكرنا بمأساة الصحفيين الفلسطينيين، والفاتورة الباهظة التى يدفعونها لنقل حقيقة ما يجرى فى غزة إلى العالم، استدعى إلى ذهنى أيضًا فيلم «سكووب Scoop» الذى  بثته شبكة نتفليكس الترفيهية قبل عدة أسابيع، والذى يتشارك مع غيره من الأفلام التى اتخذت من صالات التحرير والمقابلات الصحفية ميدانًا لقصتها.

الفيلم يقدم كواليس مقابلة مع  الأمير أندرو شقيق العاهل البريطانى الأصغر التى أجراها عام 2019 ضمن برنامج «نيوزنايت» على شبكة «بى بى سى» البريطانية، على خلفية علاقته مع رجل الأعمال الأمريكى جيفرى ابستين، الذى انتحر داخل سجنه فى أغسطس 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية والاتجار بقاصرات.

وبعيدًا عن الاستغراق فى تفاصيل المقابلة فى الواقع أو فى العمل السينمائى، يقدم  الفيلم ما يدور فى بلاط صاحبة الجلالة عندما لا يُصاب الشغف بالسبق والانفراد الصحفى بالفتور، فى بيئة عمل لا تواجه بمعوقات للوصول إلى منابع الأخبار وأطراف القصص الإخبارية وإن كانوا محصنين بقصور ملكية أو مناصب سياسية، فالمهم الكشف عن بعض جوانب الحقائق المخفية عن الأعين وإن تحمل الصحفى الكثير من المعاناة على الجانب الشخصى.

فبعد حالة من التهرب والمراوغة استطاعت المذيعة الشهيرة ايملى ميتليس، والصحفية والمنتجة سام مكاليستر وضع الأمير أندرو على الشاشة للحديث عن علاقته برجل الأعمال الأمريكى، وفقًا لشروطهما وليس لرغبة الأمير ومساعديه، ليظهر الأمير أندرو غير مقنع للرأى العام البريطانى أولًا، والعالمى ثانيًا، ما دفع والدته الملكة إليزابيث الثانية، قبل رحيلها، إلى إعفائه من مهامه الملكية والعسكرية.

لم يكتفِ الفيلم بعرض المقابلة التى تشبه حالة الكر والفر بين المنتجة وقصر بيكنجهام قبل الحصول على السبق الصحفى بل كشف للجمهور كواليس وتفاصيل عملية صناعة المقابلة التى دفع الأمير ثمنها.. وهو الدور الذى من المفترض أن يقوم به المنتمون للسلطة الرابعة.

التعليقات