نساء الثورة الرائعات - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 11:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نساء الثورة الرائعات

نشر فى : الخميس 8 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 8 مارس 2012 - 8:00 ص

الاحتفال بيوم المرأة فى مصر يختلف عن بقية دول العالم، فاليوم ــ الخميس ــ من المفترض أنه يوم المرأة العالمى، ولأننا دولة متفردة ورائدة فإننا نحتفل بهذا اليوم بطريقة مختلفة، حيث الأمة كلها منشغلة وغارقة لشوشتها فى قضية أنف رجل، بدرجة نائب برلمانى عن حزب دينى.. ومشغولة كذلك بمستقبل رجل على مشارف الثمانين من عمره، يبقى فى موقعه رئيسا لحكومة ما بعد الثورة الشباب، أم يرحل للاستمتاع بشيخوخته على مرافئ الذكريات.

 

ولأننا رواد ومتميزون فإننا فى يوم الاحتفال باليوم العالمى للمرأة نقرر إصدار حكم بالسجن لمدة عام على واحدة من بنات الثورة المصرية، أسماء محفوظ، فى قضية مضحكة لا تعلم عنها شيئا.. ومن علامات ريادتنا أيضا أن الحكم فى هذه القضية صدر فى لمح البصر، بينما قضية انتهاك كرامة المصريات بكشوف العذرية تمشى الهوينى وتتثاءب ملء شدقيها منذ أكثر من عام، ويتحول الاتهام فيها من انتهاك آدمية امرأة إلى مجرد فعل خادش فى تصرف فردى.

 

وبالتوازى مع ذلك فإن الضحايا فى هذه الجريمة يتحولن إلى وليمة تنهش فيها سمعتهن ويشهر بهن ويعاقبن لأنهن تجرأن على الصراخ ضد بشاعة الإهانة.

 

إننا نشارك فى الاحتفال باليوم العالمى للمرأة كدولة رائدة فى احترام حقوق النساء بقائمة طويلة من المسحولات على أسفلت الطرقات تحت أقدام الجنود الأشاوس، وعلى شاشات الفضائيات المنحطة، والمجلودات بألسنة غلاظ متسخة بفحش القول وعفن الفكر، ووقاحة الأعين التى لم تر من الجريمة إلا ذلك الجزء الذى عراه الجنود من جسد تلك الشهيدة الحية فى واقعة مجلس الوزراء.

 

وبما أننا بلد متحضر تحكمه إدارة حكيمة تطفح عذوبة وإنسانية، فإن قضاءنا الذى استشرس على أسماء محفوظ، لا يتذكر حقوق اللاتى تم سحلهن وديست إنسانيتهن بالبيادات، وعجنت أجسادهن بأقدام الشجعان وأصبن بطلقات الخرطوش.. لا نعلم شيئا عن حقوق هند بدوى (أستاذة الجامعة) وغادة كمال (الصيدلانية) وعزة هلال (ذات الرداء الأحمر فى جريمة مجلس الوزراء) وأم الثوار خديجة الحناوى ودينا عبدالله والدكتورة فريدة وسناء سيف وسلمى سعيد، وسميرة إبراهيم ورشا عبدالرحمن (الضحيتين فى فضيحة كشف العذرية).

 

لقد كان المتصور أن يتذكر المجتمع هؤلاء الرائعات فى هذه المناسبة، ويعتذر لهن، ويكرم أمهاتهن وعائلاتهن، لكن الوطن كله مشغول بقصة الأنف ومصير صاحبها، ومستقبله النيابى فى برلمان لا يضم سوى 7 نساء فى بلد تجاوز تعداده الثمانين مليونا من البشر.

 

وعليه تصبح المشاركة فى مهرجان الاحتفال بيوم المرأة العالمى ويوم الشهيد غدا الجمعة فى الميدان أقل ما يمكن تقديمه لنساء كن أكثر رجولة من كثيرين فى المواقف الصعبة.

 

فلنرد الاعتبار إلى ضحايا الهمجية والبطش ولنحتفى برموز الثورة المصرية الرائعات، وفى المقدمة منهن أمهات شهدائنا الأبرار.

وائل قنديل كاتب صحفي