العار موثقًا بالصور - وائل قنديل - بوابة الشروق
الخميس 3 أكتوبر 2024 5:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العار موثقًا بالصور

نشر فى : الثلاثاء 8 مايو 2012 - 8:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 8 مايو 2012 - 8:20 ص

مطلوب من كل الذين ارتضوا أن يكونوا عبيدا للكذب، وخدما تحت الأقدام الباطشة الغبية أن ينظروا بأعينهم ويفكروا بعقولهم ويخرجوا ضمائرهم من ثلاجة الموتى، ويطالعوا مشاهد وصور العائدين من سلخانة التعذيب بعد جريمة العباسية.

 

ادخلوا على موقع البديل الإلكترونى وشاهدوا ما فعل البواسل حماة الثورة فى الزميلين أحمد رمضان وإسلام أبوالعز لتتعرفوا على حجم الخديعة، وعمق المأساة، وتقفوا على حدود الجريمة، حيث تعرض الصحفيان الشابان لتعذيب فاق فى بشاعته ووحشيته ما كان يجرى فى سلخانات حبيب العادلى.

 

إن رمضان وأبوالعز لم يحملا سلاحا أو حجرا، بل ذهبا لتغطية ما يجرى فى معركة العباسية بالقلم والكاميرا، فعادا مثل الذبائح، ليسردا طرفا من خبر الأهوال التى تتم فى الثكنات، بهدف مواراة الفضيحة الثرى، ضرب وسحل وصعق بالكهرباء وسباب وإهدار للآدمية.

 

وليت الزملاء والأساتذة الكبار ــ الذين قرروا ألا يروا إلا ما يريد الحكام الجدد ــ يقرأون وينظرون ويستحضرون ضمائرهم قبل أن يتحولوا إلى منشدين ومرددين للرواية الرسمية بلا نقاش أو تفكير فى حجيتها ومنطقيتها.

 

ولأن الصور بالصور تذكر فإننا نريد تفسيرا لتلك اللقطات التى نشرت على حين غفلة أثناء زيارة الاطمئنان على الجنود المصابين، والذين بلغت لحاهم صدورهم، كما ظهر فى الصور، وليقولوا لنا هل هؤلاء جنود حقا؟ ومنذ متى صار مسموحا لهم بإطلاق اللحى ونحن لم نفرغ بعد من فقاعة فصل وإبعاد رجال الشرطة من ذوى الذقون؟

 

وإذا لم يكونوا جنودا فمن هؤلاء الذين حاربوا ضد المعتصمين بالعباسية واستحقوا أن يزورهم ويطمئن على علاجهم الحاكم؟

 

وليتفضل قردة الإعلام الصفيق الذين عادوا يلهون فى سلاسلهم ويعلقوا على هذه الصور، وحسب الدارج فى الصحافة فإن الصورة لا تكذب، والصورة بألف كلمة مما يثرثرون ويكذبون ويختلقون.. وبالمرة يعلقون لنا على تلك الصور المتطابقة لكميات السلاح التى أعلن عن ضبطها فى الكريمات، ثم ظهرت بالكمية ذاتها والترتيب ذاته باعتبارها قطع السلاح التى ضبطت فى مسجد النور.

 

لقد تم خطف دماغ المصريين فوق ظهور حاملات الأكاذيب، ورأينا إعلاما تلطخت أياديه بالدماء، حتى تفوق على آلة إعلام جوبلز النازية، فراح يردد الأكاذيب ويجملها ويبرزها ويضيف عليها، بلا هوادة أو رحمة بمجتمع يعيش أكثر من ٣٤ فى المائة منه فى كنف الأمية، و٤٢ فى المائة فى رحاب الفقر.

 

إنه إعلام «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» المعركة ضد الثورة وضد الأخلاق وضد كل ما هو نبيل ومحترم.

 

وستبقى الصور وشهادات العائدين من الجحيم، ورواية الشيخ حافظ سلامة وثائق إدانة لعصر كذوب إلى درجة العهر.

وائل قنديل كاتب صحفي