حرب فى الداخل ومن الخارج فى آن واحد. التعطيل أتى من قبل دول قادرة على إيقاف المجازر والجرائم ولا ترى مشكلة فى استمرارها. لقد اختارت كل من روسيا والصين أن تستخدم حق النقض وفرض الفيتو على مشروع قرار من مجلس الأمن يدين النظام السورى رغم اللغة الحذرة والتوافقية التى استخدمت فى صياغة النص لمشروع القرار. وبهذا الفيتو ترسل القوتين العظميين رسالة إلى الشعب السورى، تقول: «أنتم وحدكم ولن يساعدكم أحد فى التخلص من المجرمين الذين يحكمونكم». فى الواقع رسالتهم أكثر ظلما من ذلك لأن الموقف هذا مدعوم بتأمين الأسلحة اللازمة للنظام لتمكينه من الاستمرار فى القمع الأعمى.
الخطر من هذه الرسالة أنها تبعث باليأس وتعزز نفوذ الذين يصفون الحراك السلمى بالعبثى ويطالبون بتسلّح الثورة بعدما يقارب الأشهر السبعة من الانتفاضة السلمية، ذلك لأن رهان الثوار السلميين كان ومنذ البداية رهانا على الضمير العالمى وإيمانهم بأنه قد يفرض نفسه ولن يسمح ببقاء نظام يذبح شعبه.
على روسيا والصين أولا ومعهما الدول التى امتنعت عن التصويت كالهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، أن تتأمل الآن إحدى النتائج المباشرة لخيارها هذا.
لقد اغتيل فى الأمس مشعل التمو «أبى فارس» قائد كبير للثورة وحكيم بالغ الشجاعة قبل أن يكون الرمز الكردى الأول بالنسبة للأكراد الوطنيين الذين اختاروا الانضمام إلى الثورة. وكان مشعل التمو أحد الأعضاء المعيّنين فى الأمانة العامة للمجلس الوطنى الجديد. الحقد عليه من نظام الاستبداد كبير وسبق أن لاحظ السوريون أن غضب النظام يتركز على أعضاء الأقليات بشكل خاص تلك التى يدّعى أنه حاميها وضمانها الأول.
فى الوقت نفسه تم الاعتداء على السيد رياض سيف، المناضل الشجاع الذى أمضى سنوات طويلة فى سجون النظام ومنع أخيرا من السفر لتلقى العلاج فى الخارج والذى أعلن انضمامه إلى الأمانة العامة للمجلس الوطنى فعوقب بكسر ذراعه على الفور.
النظام السورى ماضٍ فى التصعيد فى محاولاته لسحق الثورة. مسئولية من يستمر فى تغطية أفعاله تزداد كل يوم. هذه رسالة الشعب السورى إلى موسكو وبكين.
طبعا النظام الدولى يتطلب أن يتعامل معه ممثلو الثورة بواقعية وبشكل عملى أى أن من واجبهم مخاطبة المسئولين الروس والصينيين بشكل مباشر. وقد أعلن المجلس الوطنى السورى أنه سيلبى أى دعوة من هاتين الدولتين إذا وصلت الدعوة لكنها لم تصل حتى الآن.