الجبلى ينعى الشهيد (H1N1) إلى الأمة - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 10:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجبلى ينعى الشهيد (H1N1) إلى الأمة

نشر فى : الأربعاء 10 فبراير 2010 - 8:31 م | آخر تحديث : الأربعاء 10 فبراير 2010 - 8:31 م

 «يسر وزارة الصحة أن تعلن للسادة المستهلكين عن وصول دفعة ثانية من إنفلونزا الخنازير تحمل سلالة جديدة، معدلة، وذلك بعد سحب الدفعة الأولى من الأسواق نظرا لعدم إقبال المواطنين عليها، علما بأن الأمصال واللقاحات ستكون متوافرة بمعرفة شركات بعينها وبأسعار معقولة».

أشعر أحيانا أن وزارة الصحة لا تستطيع أن تعيش بدون إنفلونزا الخنازير، لدرجة أن مسئولى الوزارة بدوا وهم يعلنون انحسار الموجة الأولى من هجوم الفيروس وكأنهم ينعون إلى الأمة رمزا عزيزا رحل عنها فجأة، ومن ثم فلا مناص أن نرفع أيدينا بالدعاء مع القائمين على أمورنا الصحية أن يمن الله عليهم بسلالة جديدة من الفيروس ترد لهم اعتبارهم بعد أن خذلهم الشعب وقاطع حملتهم للتطعيم بشكل جماعى.

وأكاد أسمع صيحاتهم الغاضبة ضد جدو وحسن شحاتة وإبراهيم سليمان والبرادعى والجزائر وباقى نجوم الملفات التى اختطفت منهم الاهتمام الإعلامى وصرفت أنظار الجماهير عن مهرجان إنفلونزا الخنازير وبالتالى لم يحقق الإيرادات التى توقعوها، رغم ضخامة الإنتاج وتوافر كل عناصر الإبهار فى الإخراج والتمثيل.

غير أن المهرجان لم يكن فاشلا تماما، فقد حقق بعض الإنجازات التى سيسجلها التاريخ لوزير الصحة والمتحدث باسمه، وعلى رأس هذه الإنجازات أننا نجحنا فى قتل عام دراسى كامل لم يتعلم فيه التلاميذ غير مادة واحدة هى فلسفة الرعب المصنوع بعناية والذى جرى ترويجه على أوسع نطاق.

كما أن المدارس الخاصة مدينة بالشكر إلى القيادات الصحية نظير إنعاش خزائنها بالمصروفات كاملة دون أن تقدم لقاءها خدمة تعليمية حقيقية، بل إنها استفادت أيضا من بيزنس المطهرات والكمامات والمناديل الورقية، فيما كان من الرابحين شركات ومصانع المنظفات والمطهرات التى حققت مبيعات لم تكن تحلم بها.

أما الرابح الأكبر فكان فيلق الدروس الخصوصية الذى وجد أعضاؤه أنفسهم على موعد مع أرقام قياسية فى الإيرادات.

أذكر أنه فى بدايات ظهور الفيروس خرجت علينا قيادات وزارة الصحة ببيانات مرعبة تحذر من أنه مع انخفاض درجات الحرارة فى الشتاء سيكون الضحايا بالمئات، إلى الحد الذى دار فيه حوار حول الاستعداد للمقابر الجماعية، لكن الأمور جرت على نحو مغاير تماما، ويشاء السميع العليم أن تمر أعنف موجة برد انخفضت معها درجات الحرارة العظمى إلى 13 مئوية الأسبوع قبل الماضى دون حالة وفاة واحدة بإنفلونزا الخنازير.

ومن باب التذكرة أيضا أن خبراء صحة عالميين ومسئولين فى الاتحاد الأوروبى اتهموا منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع شركات كبرى لصناعة أسطورة فيروس (H1N1) وممارسة تجارة الخوف والرعب.

ولا أتوقع أن تختلف تفاصيل الجزء الثانى من سلسلة أفلام إنفلونزا الخنازير الهوليوودية عن سابقه، مع تمنياتى بمشاهدة طيبة للجمهور وتهنئتى لوزارة الصحة بقرب وصول الموجة الثانية.
wquandil@shorouknews.com


وائل قنديل كاتب صحفي