باب الخروج - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 1 نوفمبر 2024 1:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باب الخروج

نشر فى : الأحد 10 أبريل 2016 - 10:00 م | آخر تحديث : الأحد 10 أبريل 2016 - 10:00 م
لن تخرج مصر من أزمتها الراهنة، بل من محنتها الراهنة، سوى ببحثنا عن الحقيقة وتمسكنا بالمعلومة ومطالبتنا بالمشاركة فى إدارة الشأن العام وبالاختيار الحر للمسئولين ومحاسبتهم.

يعنى البحث عن الحقيقة توثيق المظالم، وتسمية الضحايا دون تمييز بين مصريين وأجانب، وتحديد المتورطين فى المظالم والانتهاكات دون تمييز بين مسئولى المناصب العليا والمنفذين فى الدرجات الأدنى. ربما لا نملك اليوم فعليا القدرة على محاسبة المتورطين فى سياق قانونى عادل وناجز، غير إننا سنحصل عليها يوما.

يعنى التمسك بالمعلومة الامتناع عن تجاوز خطوط الموضوعية فى إطار معارضتنا للسلطوية الحاكمة. فالأخيرة ترتكب الكثير من الجرائم وتتورط فى الكثير من المظالم والانتهاكات والسياسات الفاشلة ويحق لنا المطالبة بالتغيير والتحول الديمقراطى، ولذا لا نحتاج نحن لتوجيه اتهامات غير موضوعية أو النزوع نحو تخوين الحكام وأعوانهم وأذرعتهم. يكفى هؤلاء جرائمهم تجاه حقوقنا وحرياتنا وفشل سياساتهم ووضعية «الحكومة فاقدة المصداقية» التى فرضوها على البلاد، ولا نحتاج أبدا لإنتاج صراخ وضجيج غير موضوعيين ولا ممارسة المكارثية المعكوسة بادعاء احتكارنا نحن للحقيقة المطلقة وللملكية الحصرية للحديث باسم الوطنية المصرية.

تعنى المطالبة بالمشاركة فى إدارة الشأن العام وبالاختيار الحر للمسئولين ومحاسبتهم التركيز فى توعيتنا للناس وفى تواصلنا معهم على حقنا فى معرفة تفاصيل الأوضاع المصرية، وإلزام الحكومة بالشفافية فيما خص القضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الأساسية وغيرها. تعنى أيضا التمسك بحقنا فى الوصول إلى تنظيم ديمقراطى يدير شئون المواطن والمجتمع والدولة فى إطار من سيادة القانون وتداول السلطة والانتخابات التعددية، والسلطوية الحاكمة تتناقض فى نهجها وسياساتها وتفاصيلها مع التنظيم الديمقراطى، وتغييرها وإنهاء مظالمها وانتهاكاتها ضرورتان وطنيتان.
ولكى نبلغ ذلك علينا التفكير بموضوعية فى سبل مقاومة السلطوية ومواجهتها بسلمية على مستويات متنوعة، من إجلاء حقيقة فشل سياساتها إلى تثبيت حقنا العام فى التنظيم الديمقراطى والربط بينه وبين معالجات جادة وغير تلفيقية للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها.
عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات