«حكومة مين»؟ - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 9:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«حكومة مين»؟

نشر فى : الإثنين 10 يونيو 2013 - 9:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 10 يونيو 2013 - 11:35 ص

إذا كان الرئيس محمد مرسى مقتنعا بما ذكره فى صحيفة الأهرام، قبل أيام، بأن هذه الحكومة ليست حكومة الإخوان المسلمين أو حكومة حزب الحرية والعدالة، فنحن بصدد مشكلة حقيقية فى فهم النظام الذى يحكمنا الآن لما يحدث فى مصر منذ عامين ونصف العام.

 

فلا يمكن أن يكون السيد الرئيس قد طار من ذاكرته أنه كان مرشحا رئاسيا عن حزب الحرية والعدالة، أو أنه كان رئيس هذا الحزب، أو أن حزبه هو الذى يحكم المجلس التشريعى الآن (مجلس الشورى) أى أن السلطة التنفيذية والتشريعية بين يديه، وليس معنى أن الدكتور هشام قنديل لا ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، أو أنه ليس عضوا فى ذراعها السياسية (حزب الحرية والعدالة) أنها ليست حكومة الحزب والجماعة.

 

وكذلك أعضاء الوزارة، فجميعهم (الدكتور قنديل والوزراء الذين لا ينتمون للجماعة أو الحزب) هم فى نهاية الأمر من اختيار الرئيس والحزب، وربما الجماعة.

 

إن الرئيس عندما يعلن ذلك، فهو يكشف عن مأزق حقيقى تعيشه مصر الآن، لأن معنى كل ذلك أن الرئيس يزيح المسئولية عن حزبه وجماعته، ولا نجد من نحاسبه ونظل نسأل شهر وراء آخر «هى حكومة مين؟»

 

صحيح أن تشكيل الحكومة حاليا، لا يلتزم بنص الدستور بأن حزب الأغلبية هو الذى يشكل الحكومة، لكن الواقع يمنحه هذا الحق، بمناسبة أن رئيس الجمهورية أيضا ينتمى لحزب الحرية والعدالة، لأننا فى هذه الحالة لا يمكن أبدا أن نفهم أن الدكتور هشام قنديل شخصية متوافق عليها من كل القوى الوطنية، بل الحاصل هو العكس تماما، فلم يكن هناك مطلب للقوى الوطنية (فيما يشبه الإجماع) سوى إقالة الدكتور هشام قنديل وحكومته، وتكوين حكومة من التكنوقراط، وهو الأمر الذى رفضه الرئيس وحزبه، وحتى حينما حدث تعديل طفيف فى تشكيل الحكومة.

 

خرج التكنوقراط مثل الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط (بالمناسبة كان أداؤه أكثر من ممتاز) ودخل أعضاء الجماعة والحزب (مثل الدكتور عمرو دراج وزير التخطيط ويحيى حامد وزير الاستثمار) وهى أمور لا نعترض عليها لأن ذلك من حق الرئيس وحزبه، ولكن ما نعترض عليه صراحة أن يقول الرئيس إن هذه الحكومة ليست حكومة الحرية والعدالة.

 

ما لا يعرفه الرئيس (إذا كان مقتنعا فعلا بما ذكره  فى صحيفة الأهرام) ويفهمه الشعب جيدا، أن من يحكمون مصر الآن هم جماعة الإخوان المسلمين ويحاسبون على ذلك، وحتى لو كانت بعض المواقع التنفيذية لا يرأسها إخوان، فليس معنى أن هناك شخصا لا ينتمى للجماعة أنه لا يمثلها أو لا يعكس  وجهة نظرها، بل أن بعضهم صار أكثر تطرفا للإخوان من الإخوان أنفسهم (نموذج وزير الثقافة)..

 

وكل ذلك لا يعيب الجماعة أو الحزب، إنما العيب كل العيب أن تظل جماعة الإخوان تنكر أنها التى تحكم، لذا أنصح قادتها وانصح السيد الرئيس، أن يتخلى عن فكرة التكنوقراط، ويدعو حزبه (الحرية والعدالة) لتشكيل الحكومة، على الأقل حتى نعرف نحن من يحكمنا، لأن ليس هناك من يقتنع أن الاخوان لا يحكمون، ولا يديرون شئون البلاد، وواقعة الإطاحة بمؤتمر العدالة ووأد محاولات الرئيس احتواء أزمة القضاة.

 

خير دليل على أن من يحكم هم الجماعة وحزبها، أو أن الرئيس يقيل هذه الحكومة ويشكل حكومة تكنوقراط حقيقية من الكفاءات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأن الوضع بالفعل متردٍ، وخطر، وهناك أعضاء فى الحكومة لا يفهمون ماذا يفعلون، والجماعة تصفق لهم وتقول: براڤو.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات