إعلاميون.. ومزورون - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 9 سبتمبر 2024 2:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إعلاميون.. ومزورون

نشر فى : الجمعة 10 أكتوبر 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الجمعة 10 أكتوبر 2014 - 8:20 ص

بعض الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية، خصوصا الأمريكية، لاتزال ترى أن الثورة الشعبية التى قام بها المصريون فى 30 يونيو وما تبعها من عزل محمد مرسى وجماعة الإخوان عن الحكم فى 3 يوليو 2013 هو محض انقلاب.

يستحيل أن نصف كل هذه الصحف بأنها نتاج مؤامرة على مصر وممولة من الأعداء. والأدق أن بعضها يعبر عن وجهة نظره، وما يعتقد أنه الصواب، وبعضها ربما كان مرتبطا بقوى ومصالح تهددت بفعل ما حدث من ثورة فى مصر.

لن نغوص أو نحلل سبب موقف وسائل الإعلام، خصوصا الأمريكية، منا، لكن ما يشغلنا هو كيفية تعاطى بعض وسائل الإعلام المصرية مع ما ينشره الإعلام الغربى عما يحدث فى بلدنا.

المتابع بدقة سوف يكتشف أن بعضا من الصحف والمواقع الإخبارية المصرية حذفت عبارات وجملا وكلمات محددة، من النصوص الأصلية الواردة فى الصحف الأجنبية، وتركت فقط المعانى الإيجابية الخاصة بالحكومة المصرية أو الرئيس عبدالفتاح السيسى.

لا يوجد تعريف لهذا الفعل سوى أنه كارثى، ناهيك عن أنه مضلل ومتدن ولا أخلاقى.

أفضل مثال على هذا الأمر الافتتاحية التى نشرتها صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، عن حكم الرئيس السيسى، يوم الأحد الماضى، أو التقرير الذى كتبه مراسل نفس الصحيفة بالقاهرة ديفيد كيركباتريك، أمس الأول الأربعاء، عن أداء الإعلام المصرى مع رئيس الجمهورية.

ربما كان عدم نشر أى تقرير صحفى أفضل من نشره مبتورا أو مشوها، وإن كانت القاعدة هى النشر الكامل ما لم يكن مخالفا للقانون.

أن يتدخل محرر صحفى مصرى فى تقرير منشور فى صحيفة أجنبية ويعيد صياغته ليصبح وكأنه يمدح مصر وحكومتها ورئيسها أمر لا يمكن تخيله لكنه حدث بالفعل، وينم عن جهل فادح وفاضح، ويسىء لمصر وحكومتها ورئيسها وينسف مصداقية الإعلام بأكمله.

لا أظن أن هناك مسئولا مصريا يرفع التليفون ويطلب من هذه الصحيفة أو تلك الفضائية أن تغير فى محتوى ومضمون تقرير أو تحليل أو مقال منشور فى وسيلة إعلام أجنبية، حتى لو كان مسيئا لمصر أو مسئوليها.

لهؤلاء نقول إن هناك أكثر من طريقة محترمة للدفاع عن الحكومة، ليس من بينها التزييف الذى يتم. يمكن لهؤلاء أن يكشفوا للقراء لماذا مثلا تتبنى صحيفة النيويورك تايمز هذا الموقف من مصر، ومن هم أعضاء إدارتها التحريرية، وما هى ميولهم واتجاهاتهم، وهل هذا موقف مبدئى أم أن وراءه مصالح معينة، يمكن أيضا أن يردوا على الحجج أو الاتهامات أو الادعاءات الواردة فى وسائل الإعلام الأجنبية بحجج مضادة ويفندوا آراءها واتهاماتها. ويمكنهم فى النهاية أن يتجاهلوا كل هذا و«يكفوا على الخبر ماجور».

أما تزييف التقارير الصحفية فتلك مصيبة لا ينبغى أن تتكرر.

عندما يفعل بعضنا ذلك فهو كالدبة التى تقتل صاحبها، هو يعتقد أن الآخرين لا يطلعون على أصول التقارير الأصلية، يعتقد أنه الوحيد الذى يعرف اللغة الإنجليزية. لا يعرف ولا يدرك أن أخبار وتقارير وتحليلات كل وسائل الإعلام العالمية، خصوصا الكبرى والمشهورة منها، متاحة للجميع على شبكة الإنترنت بمجرد «كبسة ذر».

أمثال هؤلاء الإعلاميين هم أكبر خطر على الحكومة وعلى الرئيس وعلى مهنة الصحافة والإعلام وبالطبع على مصر.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي