لولا الميدان - ماجدة خضر - بوابة الشروق
الجمعة 27 سبتمبر 2024 8:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لولا الميدان

نشر فى : السبت 10 ديسمبر 2011 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 10 ديسمبر 2011 - 8:00 ص

فى صباح يوم الاثنين أول أيام انتخابات المرحلة الأولى لفت انتباهى طابوران فى شارع واحد أولهما الخاص بالانتخابات البرلمانية أمام إحدى المدارس وهو الأكثر طولا والتفافا إلى نهاية شارع آخر والثانى كان للواقفين أمام مستودع أنابيب الغاز، وكان ايضا ممتدا وطويلا بشكل لافت، والطابوران جعلا الشارع الرئيسى مغلقا تماما.

 

العرس الانتخابى غير المسبوق ــ كما تصفه وسائل الإعلام، وهو نفس الوصف الذى أطلق على يوم الاستفتاء فى مارس الماضى، الذى أصاب الشارع بالانقسام ــ لم يسرق المواطن من مشكلاته اليومية المزمنة ووقوفه بالساعات فى طوابير طويلة أمام افران الخبز ومستودعات الغاز ومنافذ صرف الحصص التموينية وأحيانا أمام محطات بنزين 80، هى طوابير تعوّد عليها المصريون وربما أدمنوها. وكانت حصيلة طوابير انابيب البوتاجاز وحدها خلال المرحلة الأولى من الانتخابات سقوط 7 قتلى وإصابة العشرات فى عدة محافظات.

 

السؤال الذى يحتاج إجابة إذا كانت الشرطة العسكرية وجهاز الأمن قادرين على تأمين الانتخابات بالشكل الذى ظهرت عليه وهو ما كسر حاجز الخوف لدى الأغلبية الصامتة من المصريين فاندفعوا للإدلاء بأصواتهم حتى إن نسبة التصويت وصلت إلى أكثر من 60% لماذا غاب الأمن عن الشارع المصرى على مدى عشرة شهور؟ ولماذ ا تعجز نفس الأجهزة عن تأمين وصول أنابيب البوتاجاز إلى المستودعات تاركين البلطجية وقطاع الطرق يرهبون المواطن ويحكمون الشارع؟ يبدو انهم فضلوا الجلوس فى مقاعد المتفرجين وربما وصل بهم الأمر الى حراسة من يخطفون السيارات التى تنقل الاسطوانات أو شحنات الحديد وأجولة الدقيق المدعم. وقد ذكر وزير التضامن أن 500 بلطجى هجموا على مستودع للأنابيب فى القطامية وآخر فى مسطرد منذ أيام وللأسف لم يتدخل أحد و لم نجد الجهات الأمنية شحذت همتها وتصدت لهؤلاء البلطجية.

 

والحقيقة أنه لم تصبنى حتى الآن عدوى الابتهاج بالعرس الانتخابى فى ظل حالة الانفلات السائدة التى استثنيت منها طوابير الانتخابات خاصة أن من يحتفلون بهذا العرس يتجاهلون ميدان التحرير ولا يزال مشهد استشهاد 43 شابا فى محمد محمود حاضرا فى العين والقلب ولا يزال البارود الذى أطفأ الضوء فى عيون العشرات من الثوار بفعل إطلاق النار العمدى يطغى على الاحساس بالبهجة.

 

لذلك على المحتفلين أن يعترفوا أنه لولا الميدان لما وصلنا لطوابير الانتخابات واكتفينا بطوابير الاستشهاد من أجل العيش والبنزين والبوتاجاز.. ولولا الميدان لما أسقطنا النظام.. ولما خرجت تيارات وأحزاب من تحت الأرض لتستعرض قوتها وتكتسح انتخابات الجولة الأولى. فالبرلمان المنتظر لن يسرق الشرعية من التحرير   وعلى الحالمين بالاستقرار الذين خرجوا بالملايين فى المشهد الانتخابى الذى شابه الكثير من أخطاء التجربة الأولى أن يعترفوا بأن الثوار من حجزوا لهم أماكنهم فى الطوابير الطويلة وأن مشهد ثوار التحرير هو أنبل المشاهد فى تاريخ هذا الوطن.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات