سؤال مُحَيِر - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 5:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سؤال مُحَيِر

نشر فى : الأحد 13 أكتوبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 13 أكتوبر 2013 - 8:00 ص

مازال الدكتور أحمد كمال ابوالمجد، يصر على الاستمرار فى مبادرته للصلح مع جماعة الإخوان المسلمين، والرجل، صاحب الخبرات الطويلة فى دهاليز السلطة (ناصر ــ السادات ــ مبارك) قال إنه ينتظر رد الجماعة على مبادرته، والرجل الذى يمتلك تاريخا مشرفا، فى العقل والحكمة والاتزان، أعلن من اليوم الأول عن ثوابت مبادرته، دون أن يكشف تفاصيلها، أو من وراءها، أو من يدعمها، لكنه يبحث عن تهدئة الأوضاع، ولأن الرجل يملك الكثير من الفطنة والذكاء، لم ينجر فى الدفاع عما يفعل، أو هب واقفا مستاء من الذين يسبونه، بل أصر على استكمال المهمة، وأنه فى انتظار رد الجماعة، فهذا ما يهدف إليه وينتظره، ورغم خلاف الكثيرين مع الرجل، على اعتبار أن هناك رفضا عارما على كل المستويات الشعبية لفكرة المصالحة باعتبار ما تقوم به الجماعة من أعمال عنف وترويع، إلا أن الدكتور أبوالمجد تمسك بموقفه، ومارس سياسته، والأكيد هو يعرف مثلنا أن هناك رفضا شعبيا لفكرة المصالحة، وبالتالى فهو ليس الساذج الذى يجرفه تيار فكرة استسلم لغوايتها، أو اللاعب الباحث عن دور وسط زحام غير محبب ولا مؤدب فى مشهد سياسى شديد الارتباك والحدة. 

فى المقابل، فإن الغريب فعلا، هو موقف الجماعة، خاصة الدكتور محمد على بشر، الذى سارع بتكذيب وجود مبادرة من الأساس، ونفى الأمر نفيا صارما شرسا، ثم عاد وقال فى بيان نشره موقع حزبه (الحرية والعدالة) أنه التقى الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، لكن اللقاء كان للكلام فى الشأن العام، ولا وجود لأى مبادرة، ثم، وفى ذات البيان، يقول إن الحوار كان مع الكيان، المسمى بتحالف دعم الشرعية، وأن الجماعة لا علاقة لها بالأمر، رغم ان الحوار شمل إلى جانبه الدكتور عمرو دراج شريكه فى كل الحوارات المتعلقة بالجماعة، والدكتور عماد عبدالغفور مساعد الرئيس المعزول محمد مرسى، فيما يقول تحالف دعم الشرعية ان الدكتور عماد لا يمثلهم، وعموما فهذا ليس بيت القصيد، فبيت القصيد ان الدكتور بشر فى بيانه، اعاد كل ما ذكره الدكتور أبوالمجد من ثوابت مبادرته، باعتبارها شروطا من عندياته، وأضاف أن هذه الشروط هى الشروط اللازمة لبدء أى حوار سياسى، وكأن المبادرات لا علاقة لها بالحوارات السياسية. 

أنا افهم ارتباك الجماعة، وأتفهم تخبطهم، لكن ما لا أفهمه صراحة، هو إصرارهم على إيذاء كل من يحاول أن يمد لهم يد المساعدة، فإذا كان الدكتور احمد كمال أبوالمجد هو الذى بادر وذهب اليهم، لينقذهم كما يقول الرأى العام الغاضب من فكرة الصلح، فلماذا تكذب الجماعة الرجل، ولماذا تصر على وضعه فى موقف لا يحسد عليه، وكأنها لم تكتف بالسباب الذى تلقاه الرجل بسبب لقائه معهم، فتأتى هى لتقدمه فى صورة الرجل الكاذب، تماما مثلما فعلت الجماعة مع الدكتور محمد البرادعى وقت ان كان الرجل نائبا لرئيس الجمهورية، وكان الوحيد المتعاطف معهم فسبوه ولعنوه، وكان موقفهم فى غاية الغرابة، وتأتى قصة أبوالمجد لتؤكد فعلا الاتجاهات الغاضبة فى الرأى العام، أن هذه الجماعة لا ترغب إلا فى ممارسة العنف، وانها فعلا ترفض أى افكار عن المصالحة مثلما كتب الدكتور عصام العريان قبل أسبوعين، أن النظام يكلمهم صباح مساء لكنهم لا يردون عليهم، فمن الذى لا يرغب فى الحوار والمصالحة؟ ومن الذى لا يملك حقا أفقا للحوار؟ ورغم وضوح الاجابات على مثل هذه النوعية من الأسئلة يبقى السؤال المحير: لماذا تؤذى الجماعة كل من يحاول إنقاذها؟

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات