مع الرد الإيرانى.. المنطقة نحو الحرب أم التسوية؟ - قضايا إستراتيجية - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مع الرد الإيرانى.. المنطقة نحو الحرب أم التسوية؟

نشر فى : الإثنين 15 أبريل 2024 - 7:25 م | آخر تحديث : الإثنين 15 أبريل 2024 - 10:40 م

نشر موقع 180 مقالًا للكاتب طارق عبود، ذكر فيه أهم العوامل التى تتحكم فى رسم معالم الشرق الأوسط -بعد هجوم حماس على غلاف غزة- والتى تتمثل فى صراع المصالح بين الرئيس الأمريكى بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو. يقول الكاتب أيضا إنه رغم انتظار العالم الآن الرد الإسرائيلى على هجوم إيران قبل يومين، إلا أن هناك مجموعة من العوامل الوازنة ستمنع تفاقم الأوضاع.. نعرض من المقال ما يلى:

عمليًا؛ تتحكم جملة من العوامل اليوم فى المشهد المتوتر فى الإقليم؛ فتضعه على مفترق حاسم وخطير، فإما سلوك طريق التصعيد الخطير، وبالتالى الحرب الكبرى، أو مسار الانفراج، وربما التسوية. فأيُّ حصان سيتقدّم؟

لا شك أن امتداد زمن الحرب على غزة، وعدم تحقيق انتصار حاسم، بدأ يُضيّق الخناق على كل من الرئيس الأميركى جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ودخل الطرفان فى منافسة سياسية، يقدّم فيها كل طرف مصالحه الخاصة، فمن منهما يمتلك الأوراق الأقوى التى تخوّله الفوز بالسباق السياسى؟

ثمة معضلة أنّ نتنياهو لا يستطيع أن يُفكر بمستقبله السياسى وحده، فرئيس الإمبراطورية الأميركية جو بايدن يدفع ثمنًا باهظًا جراء اندفاعة نتنياهو غير المحسوبة، الأمر الذى قد يُكلّفه عدم تمديد ولايته، لمرة ثانية، فى البيت الأبيض. لذا تشهد العلاقة بين الرئيسين، شدّ حبالٍ محمومًا، لأنّ اشتعال الحرب الكبرى فى المنطقة ستصبّ فى كفة نتنياهو، ولكنها ستُورّط الرئيس الديموقراطي، وتعيد الجيش الأميركى إلى الغوص فى وحول المنطقة، قبل معركة التجديد فى نوفمبر المقبل.

يمتلك جو بايدن بيده ورقة رابحة لم يستخدمها حتى الآن، وهى التلويح بوقف جسر المساعدات العسكرية لإسرائيل، وهو ما سيشكّل ضربة قاسية جدًا لحكومة نتنياهو، مستفيدًا من جو يتبلور تدريجيًا فى أوساط الحزب الديموقراطى ينتقد الدعم المفتوح لإسرائيل من دون ضوابط. ويدرك بايدن أيضًا، أن مشكلة نتنياهو هى فى عدم امتلاكه رؤية استراتيجية لما يمكن أن تكون عليه غزة فى اليوم التالى للحرب.

فى المقابل، يتسلّح بنيامين نتنياهو بعدد من الأوراق التى يعتقد أنها تدعم موقفه مقابل جو بايدن وهي: التذكير دائمًا بما حصل فى السابع من أكتوبر، ورفع لواء مظلومية إسرائيل، وإحالة أى انتقاد له ولحكومته، أنه انتقاد لإسرائيل، وأنّ التلويح بتقنين المساعدات العسكرية الأميركية المفتوحة، هو تخلٍّ عن إسرائيل فى اللحظة الأكثر حراجة فى تاريخها. كما يستغل نتنياهو المنافسة المحمومة بين المرشحين جو بايدن ودونالد ترامب، وحاجة كلّ منهما إلى الصوت اليهودى فى الانتخابات القادمة. ناهينا أن نتنياهو يدرك أنّ المعارضة فى إسرائيل ضعيفة، وليس هناك شخصية كاريزماتية تقودها، وهو دائم الاتهام لها بأنها بانتقادها لحكومته، يساعد حركة حماس فى الانتصار.

  • • •

مع صدور القرار الإيرانى بالرد على الضربة الإسرائيلية، ها هو العالم ينتظر مجددًا إمكانية الرد الإسرائيلى على الرد الإيراني، الأمر الذى من شأنه أن يزيد احتمالات توسّع الصراع إلى أماكن أخرى، فتتحوّل حربًا شاملة لا يرغب بها لا الأميركى ولا الإيراني. لكن تُقابل قتامة مشهد التصعيد، عدد من العوامل الوازنة، وهي: أولا: إن الحرب فى ‫غزة وصلت إلى نوع من المراوحة، وعدم إمكانية الحسم، والفشل فى تحقيق أهدافها التى وضعها نتنياهو وحكومته.

 

- ثانيًا: الوقت الممنوح لآلة الحرب الإسرائيلية بدأ بالنفاذ، بسبب الفشل العسكرى أولًا، وبسبب اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر المقبل ثانيًا، زدْ على ذلك أن ما بعد الرد الإيراني، باتت قدرة الأمريكيين فى الضغط على حكومة نتنياهو أكبر من أى وقت مضى.

-ثالثًا: ثمة انزياح فى الرأى العام العالمي، والغربى خاصة، ضدّ إسرائيل، بسبب الإخفاق فى تحقيق النصر، وبسبب الإبادة الجماعية التى يرتكبها الكيان، والتى أحرجت الحكومات الغربية، وتُوّجت بمقتل سبعة أعضاء فى «المطبخ المركزى العالمى».

- رابعًا: صمود المقاومة الأسطورى فى غزة، والخسائر الكبيرة للجيش الإسرائيلى فى القطاع، وتهافت نظرية الردع التى سعى الإسرائيلى إلى تثبيتها فى لبنان، واستمرار الضغط من اليمن والعراق، ترافق ذلك مع استخدام العدو قوة نارية غير مسبوقة، وتجاوزه كل القواعد المعمول بها فى الحروب، عبر قصف كل مكان فى غزة تقريبًا.

- خامسًا: انسحاب الجيش الإسرائيلى المفاجئ من قطاع غزة، وإبقاء لواء «الناحال» وحيدًا، ليفصل بين شمال القطاع وجنوبه.

- سادسًا وأخيرًا: الأكثر أهمية أنّ هناك شكًّا فى إمكانية مبادرة إسرائيل إلى شنّ حرب جديدة، لا مع حزب الله برغم جبهة الإسناد التى تستمر منذ الثامن من أكتوبر ولا مع إيران برغم ردها الرادع، وذلك ريثما يهضم نتنياهو الوجبة الكارثية التى ابتلعها، ابتداءً من صباح السابع من أكتوبر.

 فى الختام لا بدّ من الإشارة إلى أنّ المنطقة أمام أيام حاسمة، فإما تهدئة.. وإما تصعيد كبير. لننتظر ونرَ.

النص الأصلي

 

التعليقات