مرسى و(ولى أمره) - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الأحد 2 يونيو 2024 8:20 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مرسى و(ولى أمره)

نشر فى : الثلاثاء 15 مايو 2012 - 8:30 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 15 مايو 2012 - 8:30 ص

دعا مركز بحثى المرشح الرئاسى محمد مرسى لحضور ندوة ذات بعد اقتصادى، فاعتذر عنها وقال إنه سيرسل لهم خيرت الشاطر، وحين قال له المسئولون عن الندوة إن الهدف منها الاستماع إلى مرشحى الرئاسة وليس غيرهم، اشترط أن يحضر معه الشاطر، وأن يجلس إلى جواره.

 

كنت أعتقد أن هذه مثل غيرها من نصوص التندر على الرجل، خصوصا فيما يخص علاقته بنائب المرشد العام للإخوان، وما يتداوله النشطاء من نكات تخص وضعه كاحتياطى للرجل فى الانتخابات الرئاسية، لكننى اكتشفت أن الواقعة حقيقية، وحدثت مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.

 

يبدو هذا السياق منطقيا فى ضوء الظهور المكثف لخيرت الشاطر فى مؤتمرات مرسى الدعائية، ويبدو أكثر منطقية فى ضوء انتماء الإثنين لذات التنظيم، هى مسألة بالقطع غير مستهجنة فى حد ذاتها، فمن حق كل مرشح أن يضم لفريق عمله أى شخص، وأن يستعين بأى مستشار، وأن يظهر مع كوادر مؤسسة حزبه كما يشاء.

 

لكن فى أمر مرسى والشاطر، هناك ملامح أكثر اختلافا، أولها أن التنظيم الهرمى لجماعة الإخوان المسلمين وبنيته القائمة على البيعة والسمع والطاعة، تجعل حتى هذه اللحظة للشاطر ولاية على مرسى، وهى مسألة تثير جدلا واسعا، ولم يحسمها قول محمد بديع مرشد الجماعة بأنه سيحل مرسى من البيعة فور انتخابه، لكن تكمن فى أن الجماعة كما تردد تريد للمصريين أن يكون «مرسى» خيارا أولا لديهم، فيما هو كان خيارا «ثانيا» لديها، وإذا كان هذا مقبولا فالمفترض أن يتحرك الخيار الثانى بعيدا عن ظل الخيار الأول، أن يحاول أن يلفت الأنظار لكفاءته الشخصية ومواهبه الفردية باعتبارها جزءا من عملية تقييم المواطن، لا أن يبقى طوال الوقت متدثرا بالتنظيم وقيادته، ولا يتحرك خطوة إلا ومعه «ولى أمره» بالمعنى الدينى القائم على البيعة، وليس بالمعنى المدرسى.

 

سيرد البعض أن مرسى يمثل مشروعا جماعيا لمؤسسة وليس لشخص وهذا حقيقى، لكن كل المشروعات الجماعية تحتاج إلى الاطمئنان لكفاءة من سيقوم عليها ويديرها، وبما أن مرسى مطروحا للإدارة فى ضوء المشروع الجماعى فلابد أن نطمئن لقدراته على الإدارة بعيدا عن «الوصاية أو الولاية» أو حتى الكفالة السياسية التى يقدمها له من هو أعلى منه تنظيميا وروحيا، وإذا عالجت الجماعة مسألة العلو التنظيمى بحله من البيعة فلن تعالج العلو الروحى، خاصة أنه مترسخ فى الثقافة والذهنية، ومدعوم بقبلات كان يضعها المرشح الرئاسى على يد مرشده العام.

 

فى ضوء هذا المشهد، توقعت ألا يقبل مرسى مناظرة غيره من المرشحين الرئيسيين، لأنه لن يستطيع أن يقول لمن يدير المناظرة خذ خيرت أو اسمح له بأن يقف معى فى المناظرة ويرد عنى، وهذه نقطة ضعف تكفى فى مرشح لا يستطيع الحركة دون «كفيل» وإذا تحرك وحده وخرج فى برامج تلفزيونية ليس فيها منافسون آخرون، يفرض شروطه ويختار محاوريه كما يشاء ويستبعد من لا يريده على نحو ما أعلنه الصديق عمرو حمزاوى.

 

لكن الأخطر من كل ذلك أن هذا المشهد يستعيد لك ثقافة بوتينية، تجعلك غير مطمئن أن الرئيس يحكم بالفعل، وربما كان واجهة لمن يمسك خيوط اللعبة خلف ستار، أو فى موقع مغاير، يسحب الخيط لأعلى فيتحدث الرئيس، ويرخيه فيصمت..!  

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات