دفاعًا عن ياسر على - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 27 سبتمبر 2024 10:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دفاعًا عن ياسر على

نشر فى : الأحد 17 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 17 فبراير 2013 - 8:00 ص

مؤسسة الرئاسة فى حاجة إلى إصلاح وإعادة هيكلة، لا تلتقى متعاطفا مع الرئيس مرسى إلا ويحاول أن يبعد عنه النقد، حتى ذلك الذى لا مناص من مواجهته، بتعليقه على شماعة مساعديه ومستشاريه وحكومته، أو جماعته وحزبه، أو حتى المؤامرة والدولة العميقة.

 

لكن الرئيس بدأ الإصلاح وإعادة الهيكلة، بإبعاد الناطق الرسمى باسمه، ربما ترى فى ذلك إصلاحا للرئاسة حتى لو وجدت فيها إفسادا لمركز بحثى مثل «معلومات مجلس الوزراء» لا أحد يعرف حتى الآن ما هى مؤهلات د.ياسر على لرئاسته، غير أنه جراج للركنة لا غير.

 

ظل ياسر على واجهة لمؤسسة الرئاسة منذ تولى الرئيس مرسى مهامه، وظل لقب النافى الرسمى يطارده فى كل كلمة يخرج بها على الرأى العام، فينفى ما تثبت بعد ذلك صحة وقائعه، ويتستر بالحديث على ما يجرى فى الداخل، ويجمل بالمفردات ما يلحظه الناس من قبح.

 

لا تستغرق كثيرا فى أسباب إبعاده وتربطها بوقائع هنا أو هناك، فالمطروح أن الرئاسة تعيد هيكلة وضعها من الداخل، وتحتاج إلى خطاب إعلامى جديد يكتسب الثقة، بعد أن انخفض مستوى الثقة فى واجهتها المُبعد.

 

لكن هل معنى إبعاد ياسر على أن الرئاسة كمؤسسة ستتوقف عن الكذب، وستبتعد عن التضليل، وستقدم الرئيس فى صورة لا يحدث فيها جرحا للمكانة سواء فيما يتعلق بحركاته أو أحاديثه أو حتى صياغات خطبه؟

 

الحقيقة أننى أجد نفسى الآن مضطرا للدفاع عن ياسر على، ضد كل من يقدمه لك باعتبار النافى الرسمى، وكأنه كان نافيا فى مؤسسة منهجها الصدق وأسلوب ممارساتها المكاشفة والمصارحة.

 

كان أداء ياسر على مرتبكا لأنه كان يعكس ارتباك الرئيس ومؤسسته، كان نافيا على طول الخط لأنه كما تعرف كان مضطرا للتعامل مع رئيس جمهورية رسمى وعشرات من رؤساء الجمهورية المُوازين فى مكتب الإرشاد أو فى مجلس شورى جماعة الإخوان وفى حزب الحرية والعدالة.

 

لماذا يلوم البعض الرجل أنه كان ينفى الخبر ثم يعود ليؤكده قبل أن يرجع لينفيه، إذا كان الرئيس وجماعته وحزبه يفعلون ذلك، لماذا يُلام وهو يحاول أن يتصيد تبرير من هنا وحجة من هناك ليسوق قرارا لا يمكن تسويقه، إذا كان هو والرئيس تربيا معا وسط جماعة تعتبر التبرير فضيلة لحماية التنظيم من عقول أعضائه إذا ما فكروا وتدبروا، حتى لو انطوى هذا التبرير على مزيد من الكذب والتضليل والخداع.

 

من يحاول أن يقنعك أن المشكلة كانت فى ياسر على يستخف بعقلك، فالرجل كان مسئولا عن تسويق بضاعة معطوبة فى الأساس، والحقيقة أننى كنت أرى طلاته دائما ترجمة صادقة للمؤسسة التى يمثلها، والرئيس الذى ينطق باسمه.

 

ربما كانت هذه مهمة لا تناسبه، لا يملك مؤهلاتها، ربما كان جزءا من الأزمة لكنه ليس كل الأزمة، فإذا كان لا يملك مؤهلات الناطق الرئاسى الرسمى، فالرئيس نفسه لم يملك بعد مؤهلات الرئيس.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات