خديعة الرئيس - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الثلاثاء 28 مايو 2024 11:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خديعة الرئيس

نشر فى : الجمعة 18 يناير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 18 يناير 2013 - 8:00 ص

«المجلس له رأيه ولا علاقة لنا بالحوار الوطنى»... هكذا قالها السيد أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى «التشريعى الافتراضى» واضحة وصريحة وهو يرد على النائب رامى لكح حينما أبلغه أننا اتفقنا على ذلك فى «الحوار الوطنى». كان الحوار يدور فى المجلس حول عدم جواز تعديل الصفة الانتخابية أو الانتماء الحزبى وضرورة إسقاط العضوية عمن يفعل ذلك، والقضية هنا ليست ما إذا كان ما ذهب اليه المجلس أمرا جيدا أو أنه إعادة إنتاج للاستبداد، أو حتى أن الحزب الوطنى وأفكاره يحفان المجلس بحضورهما، كما علق بعض الأعضاء على المناقشة، فالقضية هنا، ما ذكره رئيس المجلس بأن مجلسه لا علاقة له بـ«الحوار الوطنى».

 

أولا: السيد أحمد فهمى رئيس المجلس ينتمى لحزب الحرية والعدالة الحاكم، والرئيس محمد مرسى ينتمى لنفس الحزب الحاكم، كما أن قيادات هذا الحزب شاركت فى هذا الحوار الوطنى، ثانيا: الرئيس محمد مرسى قال وهو يدعو لهذا الحوار إنه يتعهد شخصيا بتنفيذ نتائجه، ثالثا: أن الذين شاركوا فى الحوار شاركوا على أساس هذه التعهدات وتنفيذها فلم يغامروا بمواقفهم السياسة من أجل حوارات مسلية فى ردهات القصر الرئاسى.

 

وإذا كان رجال الحرية والعدالة، يقولون إن المجلس لا علاقة له بالحوار الوطنى فى قضية فرعية صغيرة، ليست من بين العناوين الكبيرة للخلاف، فماذا سيفعلون مع أمر مثل تعديل الكثير من مواد الدستور، وهى قضية السيد الرئيس شخصيا والتى ستنتهى بوثيقة ملزمة للجميع كما قال سيادته وصرح كثيرا، فهل ينوى الحزب إحراج رجله الذى فى سدة الحكم، مثلما يحرج حكومته ذهابا وايابا فى أى قرار تصدره من تعديلات الضرائب إلى إغلاق المحال؟

 

ثم.. إذا كان السيد أحمد فهمى يرى أن مجلسه لا علاقة له بالحوار الوطنى، فلماذا كان يدعو الجميع من القوى الوطنية للمشاركة فى مناقشة القوانين التى ينظرها المجلس، هل كان ذلك من باب المزايدة السياسية وتسديد خانات التوافق والإجماع، أم كان مجرد استهلاك للإعلام ومراوغة للرأى العام؟

 

هل يعرف السيد أحمد فهمى وقيادات حزبه الحاكم أن ما يقوله انهم جميعا ــ بما فى ذلك الرئيس مرسى ــ يخدعون جميع القوى السياسة على طريقة الشيخ ياسر برهامى فى إعداد الدستور (ضحكنا عليكم) وهل يعرفون أيضا أنهم بذلك يغلقون جميع أبواب الحوار مع أى قوى كانت تنوى المشاركة معهم؟

 

ويبقى أن توجه الاعتذارات لكل من رفض المشاركة فى هذا الحوار فمن الواضح أنهم رأوا ما لم يره الذين شاركوا وصدقوا الإخوان، وأيضا يجب أن يعترف الذين ساندوا الحوار الوطنى أنهم أخطأوا وإلا أصبحوا مشاركين فى هذه الخديعة الكبرى، التى تكشف بجلاء أن من فى الحكم لا يبتغون حوارا أو مشاركة.

 

ووسط ذلك كله، على رئيس الدولة أن يعلم ان هذه الخديعة تحمل اسمه، فالنتائج ــ عادة ــ تكون لصيقة بصاحب الدعوة أو من يرعاها، وسيادته هو من قام بكل منهما، فعليه توضيح الأمور قبل أن تستفحل النتائج الكارثية لهذه الخديعة.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات