امتحان البرادعي و الحكومة غدا - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 1:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

امتحان البرادعي و الحكومة غدا

نشر فى : الخميس 18 فبراير 2010 - 11:15 ص | آخر تحديث : الخميس 18 فبراير 2010 - 11:15 ص

 كل الأطراف أمام اختبار صعب غدا .. البرادعي و الحكومة و القوى السياسية و المواطن المصري داخلون غدا لجنة امتحان في مادة التغيير ‘ غير أن أصعب سؤالين سيكونان من نصيب الحكومة و البرادعي .

الحكومة تواجه مأزقا حقيقيا أمام العالم كله بعد أن تحولت عودة البرادعي إلى القاهرة إلى قضية دولية في ظل الاهتمام الإعلامي غير المسبوق بها ‘ بالإضافة إلى الحشد الهائل من مختلف القوى السياسية للمناسبة ‘ و دعوة المواطنين للخروج إلى مطار القاهرة للعائد و في حقيبته الخلاص كما يرى البعض .

و تخيل معي لو أن الآلاف خرجوا لاستقبال البرادعي (المخلص) في المطار ماذا سيكون رد فعل الحكومة بأجهزتها الأمنية العتيدة ؟ هل ستعتقل بشكل عشوائي كل من يفكر في المرور من شارع صلاح سالم و تغلق كل الطرق المؤدية إلى المطار ؟

إن فعلتها ستكون فضيحتها بجلاجل خاصة و أن مراسم الاستقبال ستكون محل تغطية واسعة من وكالات الأنباء و محطات التلفزيون و الإذاعة العالمية ‘ و بالتالي ستجد الحكومة نفسها تحت نيران انتقادات دولية عنيفة ربما تتطور إلى مطالبات بتوقيع عقوبات .

و أحسب أن البرادعي اختار موعدا عبقريا للعودة غدا الجمعة ‘ ذلك أن النظام المصري سيكون خاضعا لاختبار جدي اليوم( الخميس) بمناسبة المراجعة الدورية الشاملة لملف حقوق الإنسان في مصر أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان ‘ و من ثم لا مجال للتهور الحكومي (الأمني) مع مستقبلي البرادعي كي لا يزداد الملف المصري قتامة و عتامة أمام العالم .

غير أن البرادعي أيضا سيجد نفسه في مواجهة اختبار كبير عليه أن يقدم إجابات على أسئلة شديدة التعقيد فيه ‘ و أول هذه الأسئلة هل سيكون البرادعي عند حسن ظن مستقبليه و يتحمل مسئوليته عن الارتفاع المذهل لسقف أحلام و أشواق التغيير لدى الملايين ممن يرون فيه نقطة الضوء الوحيدة في نهاية نفق التردي السياسي و الاجتماعي في مصر ؟

هل سيقطع "الرئيس المخلص" الشوط إلى آخره و يتعامل بجدية أكثر مع القضايا التي أثيرت ارتباطا باسمه ‘ بمعنى هل سيخوض البرادعي لعبة التغيير ‘ سواء بالعمل على الإصلاح الدستوري أو البحث عن سبيل للترشح للرئاسة ‘ حتى نهايتها ؟ أم أنه سيكتفي بما أنجزه من إيقاد لشعلة المطالبة بالتغيير ثم يعود إلى مراقبة ما يمور به المجتمع من حراك عن بعد ؟
مطلوب من البرادعي أن يجيب : هل عاد شريكا ومشاركا فعليا في صناعة التغيير ‘ أم يكتفي بدور الملهم و مفجر أحلام الخلاص؟

أما القوى الحية في المجتمع و التي تسعى لحلم التغيير فعليها أن تجهز إجابات لأسئلة أخرى من نوع ماذا لو قرر البرادعي الخروج من ماراثون التغيير ‘ هل ستواصل مسيرتها و تبتدع أساليب أخرى للوصول إلى الحلم ‘ أم أن الآمال سوف تتبعثر هنا و هناك و تخفت جذوة الأمل ؟

و السؤال ذاته معلق برقبة المواطن العادي .. هل نحن مستعدون حقا لدفع ثمن التغيير للأفضل ؟

ننتظر لنرى !

وائل قنديل كاتب صحفي