لا يأس مع مالك مصطفى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 30 سبتمبر 2024 2:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا يأس مع مالك مصطفى

نشر فى : الإثنين 19 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 19 مارس 2012 - 8:00 ص

عندما تستجمع سلطة باطشة كل قوتها لضخ اليأس فى شرايين مواطنيها.. عندما تخفى البنزين من المحطات وتضخ بدلا منه عوامل الإحباط، وتختلق الأزمة تلو الأزمة لتضغط على الناس اقتصاديا واجتماعيا حتى الإذعان لكل ما تخطط له.

 

عندما يكون هناك «كاذبون» آخرون ضللوا الجميع حتى يستحوذوا على سلطة التشريع وتشكيل حياة المجتمع على هواهم الخاص، ويخلعون كل وعودهم قطعة قطعة، ويلحسون كل كلامهم المنمق عن قواعد وضع دستور يعبر عن روح الأمة المصرية كلها، وفى غمضة عين يظهرون فى هيئة أحمد عز، يحتكرون الدستور، كما احتكر الحديد والسياسة قبل الثورة.

 

عندما يكونون أسودا على سميرة إبراهيم، وأشعار أحمد فؤاد نجم، ونعامات أمام «العسكرى» والجنزورى، ويرتعشون عندما يطلب منهم الناس تشكيل حكومة بديلة باعتبارهم أصحاب الأغلبية.

 

عندما يتبرأون من «أغلبيتهم» فى موضوع تشكيل الحكومة لأن هناك من حمر لهم عينيه، ويتشبثون بها، فى غير موضعها، ويكشرون عن أنياب الإزاحة والإقصاء لحظة كتابة الدستور.

 

عندما يرخى الليل سدوله، وتتلبد السماوات والأرض بغيوم اليأس، وتستخدم الثورة كقنطرة للعبور إلى الضفة الأخرى، وتشعل فيها النار فور الوصول، ويحاصر الثوار من كل الجهات.

 

عندما تكون الصورة قاتمة كما هى فى هذه اللحظة فإن البحث عن طاقة ضوء يصبح فريضة.. وكالعادة يفاجئنى شهيد الثورة الحى مالك مصطفى بكلمات من ضياء تحيى الأمل فى نفوس مثخنة بجراح الأوغاد.

 

يكتب مالك:

 

وستنكرون قبل صياح الديك ثلاث مرات.. وتصلبون ويبكى عليكم لآخر الدهر.. سترفع صوركم بعد رفعكم وتعقد عليكم لطميات... ويتناسونكم جلوسا فى بيوتهم وأنتم تستشهدون دون شربة ماء.. ستشوه رسالتكم.. وتكفرون وتخونون وتسجنون.. والله وليكم وباسمه يدعون ليحرفوا.. مسلطين عليكم أدعياءهم.. وحرفيينهم وعبدة هياكلهم لتيأسوا.. ستخبرونهم أنكم عادلون.. ولن يجرمنكم شنآنهم ألا تبصرون.. سيحرفون كلامكم عن مواضعه.. وبسفهائهم يستنجدون... فلا تخشوا... سيقبلونكم قبل خيانتكم فلا تبتأسوا.. واعلموا أن ثورتكم دين وأن الله ليس بغافل عن الظالمين. وأن جند الله من يرى فيهم ومن يستتر لكم حافظون.. فبأى آلاء ثورتكم تيأسون.

 

اعلموا أن ما قتل حلما من ظلم وان ما اغتيلت ثورة من بعد أمد، وما كان الموت إلا من يأس وما كان اليأس إلا بضعف الإيمان.

 

لا يغرنكم كثرة شاشاتهم، ولا يهزمنكم طغيانهم، واعلموا أنكم دائما باقون وما عداكم زائل.

 

لا تيأسوا إن رأيتم من آبطهرهم يساومون، ولا تجروا خيبتكم أن رأيتم أبطالكم يتفاوضون، فكل من ثار من جل شاشة يتألق عليها، أو مقعد يستوى عليه، سينتهى، ومن بقى فى الصفوف يحارب لآخر قطرة أمل هو المنتصر.

 

ستضيق عليكم الأرض بما رحبت، وتقولون ألن ينتهى عذاب انفسنا، وتتساءلون عن جدوى حلمكم، وتنكسرون ألف مرة قبل أن تستفيقوا لتستمروا فى الانكسار، واعلموا أن ثورتكم باقية ببقائها داخلكم، لا فى الشوارع، ولا الأزقة ولا الجرائد.

 

ثورتكم باقية ببقائكم، فهى دينكم ولا دين ينتصر وهو مهزوم بداخل مؤمنينه.

 

فاستقيموا، وامنوا، وانتظروا انا جميعا لمنتظرون.

وائل قنديل كاتب صحفي