متى تظهر الصواريخ فى القاهرة؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 11:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متى تظهر الصواريخ فى القاهرة؟

نشر فى : الأحد 18 أغسطس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 18 أغسطس 2013 - 8:00 ص

يوم الخميس الماضى استخدم أنصار جماعة الإخوان قذائف الهاون فى قصف قسم شرطة ساحل سليم فى أسيوط.

ومساء الجمعة أطلق مجهولون قذيفة «آر بى جيه» على قوات الفرقة 23 المسئولة عن تأمين السويس أثناء مطاردتها لأنصار الإخوان.

وقبل أسابيع استخدم نفس الأنصار أسلحة ثقيلة ضد قوات الأمن فى مرسى مطروح ويستخدمونها منذ شهور طويلة ضد كل منشآت الدولة فى سيناء.

كنا نعتقد أن الأسلحة الثقيلة المهربة طريقها الوحيد يتجه إلى غزة لقتال العدو الصهيونى، أو حتى يتخلف جزء منها يتبقى فى سيناء لزوم مقاومة هذا العدو، لكنها للأسف ذهب جزء منها بطريقة كرتونية إلى صحراء النقب وإيلات والقسم الأكبر منها استقر فى أجساد جنود وضباط مصريين أبرياء يحرسون مطار العريش أو بعض المنشآت.

بعد سيناء اكتشفنا استخدام هذه الأسلحة فى مطروح فظننا أنه أمر يمكن تفهمه بحكم أن كميات الأسلحة الضخمة المهربة من ليبيا قد يتخلف منها جزء فى مطروح.

ثم بدأنا نستيقظ على كابوس أن الأسلحة الثقيلة ليست حكرا على مطروح وسيناء، بل إن أنصار الشرعية والسلمية حاولوا تفجير قنابل فى قسم شرطة أبو صوير بالإسماعيلية ومديرية الأمن بالدقهلية.

والآن وبعد الهاون والجرينوف فى أسيوط ثم مهاجمة طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش أثناء تحليقها للتصوير، فإن السؤال الجوهرى هو: هل اقتربنا فعلا من صراع دموى شامل يستخدم فيه معارضة الحكم الجديد الأسلحة الثقيلة؟!.

السؤال المنطقى قبل طرح السؤال السابق هو: وهل الإسلاميون لديهم أصلا أسلحة ثقيلة؟! الوقائع التى حدثت فى الأيام الأخيرة تؤكد أن الأسلحة الثقيلة صارت أمرا سهلا وفى يد الجميع.

قبل شهور كتبت فى هذا المكان عن معلومة محددة خلاصتها أن غالبية القوى السياسية لجأت إلى التسلح انتظارا ليوم قد تحتاج فيه إلى هذا السلاح.

لم أكن أصدق هذه الرواية وقتها، ثم اكتشفت أنها قابلة للتصديق، وقبل أيام قال لى سياسى كبير إن الانفلات الشامل طوال مرحلة ما بعد الثورة أغرى الجميع تقريبا بامتلاك الأسلحة لاعتقادهم أنها هى التى ستحسم الأمر فى النهاية وليس صناديق الانتخاب.

كنا نعتقد أن الدولة فقط هى من يحتكر العنف باعتباره حقا حصريا لها عبر أجهزتها القانونية، ثم اكتشفنا فى الشهور الأخيرة أن الحقوق الحصرية صارت متاحة للجميع.

لم يعد مستبعدا بعد «البروفات» الأخيرة أن نجد صواريخ تطلق من قواعد بعض المتطرفين فى الجيزة مثلا ضد أهداف أمنية أو مدنية فى القاهرة.

مطلوب من أجهزة الأمن أن تبذل كل ما فى وسعها كى تجمع كل الأسلحة غير المرخصة من الجميع سواء كانوا أحزابا إسلامية أو ليبرالية، مع البلطجية والباعة الجائلين أو مع أبناء العائلات والقبائل الكبرى فى الصعيد أو غيره.

جماعة الإخوان فقدت الاتزان بعد الضربات الأخيرة، وبالتالى فالمطلوب الحذر الشديد من تصرفاتها والأهم من تصرفات بعض أنصارها.  الأكثر تضررا من تصرف اليائس هو جيرانه فى المجتمع.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي