لماذا أؤيد عبد المنعم أبو الفتوح؟ - وائل خليل - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:11 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا أؤيد عبد المنعم أبو الفتوح؟

نشر فى : الأحد 20 مايو 2012 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأحد 20 مايو 2012 - 9:10 ص

فى يوم من ايام مارس 2005 وكنا نشارك فى مؤتمر القاهرة الداعم للمقاومة فى فلسطين والعراق بالمشاركة مع العديد من القوى السياسية ومن بينها الاخوان المسلمين، حيث امتلأت جنبات نقابة الصحفيين بشبابهم وفتياتهم. وغير بعيد عن مقر نقابة الصحفيين بدأت اولى مظاهرات الاخوان ضد نظام مبارك بعد أن سبقتها بشهور باقى القوى السياسية وحركة كفاية. يومها بدا واضحا لى أن الاتحاد تجاوز الانقسامات الفكرية والايديولوجية بين القوى السياسية المختلفة سيفضى إلى إسقاط مبارك بأقل مجهود...

 

يومها تعرفت على اسم عبد المنعم أبوالفتوح حيث كان ضمن من اعتقلوا فى تلك المظاهرات. و شهد ذلك العام اقترابا شديدا من الاخوان تجاه باقى الحركات السياسية حتى وصل الامر لدخولهم معنا ــ نحن الاشتراكيين الثوريين ــ فى بناء جبهة التحالف الوطنى والقيام بالعديد من المظاهرات والمؤتمرات المشتركة. واستمرت تلك الحالة حتى مواجهات انتفاضة القضاة فى ابريل ــ مايو 2006 والتى مثلت قمة المواجهات بين القوى السياسية ونظام مبارك وانتهت للأسف بانتصار الأخير بعد اعتقال المئات من المعارضين من مختلف القوى السياسية ومن الإخوان.

 

●●●

 

تلك الفقرة التاريخية القصيرة ضرورية لفهم لماذا اقف داعما متحمسا لأبو الفتوح كرئيس للجمهورية فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ ثورتنا. ففى رأيى المتواضع إن استكمال الثورة ـ كانطلاقها الاول ـ مهمة يستحيل أن يقوم بها فصيل واحد او تيار واحد. وأبو الفتوح وحملته قد نجحا فى خلق اصطفاف ثورى يتجاوز الانقسام الإيديولوجى ويركز على المهمة الحالية والعاجلة لرئيس الجمهورية القادم وهى البدء فى تفكيك ادوات الاستبداد و«الدولة العميقة» التى عانينا منها لعقود طويلة ـ والتى رأينا كيف تُسخر بكفاءة لمحاربة الثورة منذ سقوط مبارك قبل اكثر من عام. القواعد المؤيدة لأبو الفتوح هى الاشبه بثورتنا وميادينها ـ تضم الاسلامى والإخوانى السابق والحالى والليبرالى واليسارى، وهو ما لا نجده حول أى من المرشحين الآخرين.

 

معركة الرئاسة احدى معارك الثورة المهمة والحاسمة ولكنها ليست المعركة الأخيرة بالتأكيد. الثورة ستستفيد حتما من وجود ثورى فى قصر الرئاسة يرجح كفة قوى الثورة  ـ ولأول مرة ـ على الثورة المضادة.

 

على الجانب الآخر، نجد أبو الفتوح ينحاز بوضوح لمكونات الثورة المصرية ومطالبها من الخبز والحرية والكرامة. فبرنامجه الاقتصادى يقدم تعهدات واضحة بالحد الادنى للأجور واعانة البطالة والضرائب التصاعدية وغيرها. باختصار نجد أبو الفتوح ــ المحسوب على التيار الاسلامى ــ يقدم برنامجا يساريا بامتياز فيما يتعلق بحقوق الكادحين واستحقاقاتهم من ثورتهم العظيمة.

 

اختار أبوالفتوح أن ينحاز يسارا لجموع الكادحين طارحا بقوة وبشكل عملى امكانية تشكيل تيار يسار اسلامى طالما طالبنا ــ او حلمنا ــ بوجوده يتجاوز الاستقطاب حول الهوية والموقف من الدين لاستقطاب صحى حول الانحياز للكادحين والمستضعفين وحول توزيع الثروة والسلطة فى المجتمع.

 

●●●

 

انا واخرون مثلى ندعم أبو الفتوح ولا نتماهى معه نراه الانسب والافضل لقيادة الاصطفاف الثورى لاستكمال الثورة ولتوزيع الثروة ولكننا سنكون فى الصفوف الامامية لمناهضته وتقويمه لو تخلى او تقاعس عن اى من المهمتين.

وائل خليل ناشط يسارى
التعليقات