القادمون - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 4:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القادمون

نشر فى : الجمعة 20 يونيو 2014 - 5:40 ص | آخر تحديث : الجمعة 20 يونيو 2014 - 5:40 ص

لا أخفى إعجابى أبدا بمؤسسة الخارحية المصرية، وقد أشرت إلى ذلك كثيرا فيما أكتب وفيما أقول، وأعتقد أن ذلك راجع أولا لتاريخ عمل هذه المؤسسة، والذى نجح فى أوقات كثيرة فى بناء علاقات مصرية عظيمة وعملاقة، وثانيا لنجاحه فى كافة الاختبارات والامتحانات الكبرى فمن يراجع حكايات مفاوضات كامب ديفيد يكتشف بسهولة مدى وطنية هذه المؤسسة وقدرتها على تحقيق المصالح المصرية وأمنها القومى (مذكرات وزيرها محمد إبراهيم كامل ) وأيضا نستطيع أن نرى ذلك فى حكايات مفاوضات استرجاع طابا، كما نلاحظ بسهولة أن هدا ينطبق على شباب المؤسسة مثل قياداتها مما يعكس رسوخ عقيدة واحدة تحكم عملها وتوجهاتها، وثالثا تبقى هذه المؤسسة فى مقدمة مؤسسات الدولة التى تضم كفاءات ممتازة وربما يرجع ذلك إلى أنها مازالت تعتمد على الاختبارات الصعبة لتحديد المقبولين بها، وأعلم جيدا قصصا عديدة لرفض أبناء كبار من دخولها بعد رسوبهم فى هذه الاختبارات وبالمناسبة من بينهم أبناء سفراء ومسئولين كبار فى الدولة، وأعتقد أن القصة التى حكاها الرئيس السيسى أثناء فترة الدعاية الانتخابية وعدم توفيق ابنه فى هذه الاختبارات، مؤيدة لموقف هذه المؤسسة الصارم فى اختيار المنضمين إليها، بعيدا عن مفاهيم الوساطة المتفشية فى بقية مؤسساتنا الحكومية.

وإذا كنت أرى فى نبيل فهمى نجاحا لافتا أثناء قيادته لوزارة الخارجية وها هو قد غادرها، فإن القادم إليها أيضا الوزير سامح شكرى يدفعنا للتفاؤل، وهذه ميزة هذه المؤسسة فى امتلاكها لكفاءات عديدة، فهذا الوزير كان سفيرا لمصر فى العاصمة الأمريكية وقت قيام ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، ومنذ اللحظات الأولى لم يفكر سوى فى الانحياز للشعب فقد خرج عبر الماكينة الجبارة ( السى إن إن ) ليؤكد أن المظاهرات التى تجتاح مصر تعبر عن رغبة الشارع المصرى فى المشاركة فى صنع مستقبله ومستقبل أبنائه وتحديد القيم التى سيحكمون على أساسه، وقال نصا: «وهو أمر نحترمه جميعا» وحينما سألته محاورة القناة الأمريكية كريستين أمانبور عن موقف الجيش أكد أن الجيش سيحمى المتظاهرين ووصفه بالمؤسسة العريقة صاحبة الدور الكبير فى توفير الحماية للمجتمع، وهو ما حدث بالفعل بعد تصريحاته بأيام قليلة.

تابعت سامح شكرى عن قرب أثناء إعلان المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى خريف ٢٠١٠، وأشهد أنه كان صلبا فى هذه المفاوضات منحازا للحق الفلسطينى، وهو ما كان يدفع الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية للهجوم عليه، وأعتقد أن بعض وثائق ويكيليكس كشفت موقف الرجل الخالص مع الجانب الفلسطينى والصارم والقوى والمزعج دوما للجانبين الأمريكى والإسرائيلى. وإذا نظرنا إلى خبراته المهنية فسوف نجد مدى تنوعها داخل وزارة الخارجية حتى وصل فيها إلى منصب سفير مصر فى النمسا ومندوب دائم فى جنيف وأخيرا سفيرا فى أهم عواصم العالم وهى واشنطن، وأيضا خبراته فى مؤسسات وطنية خارج وزارة الخارجية مثل مؤسسة رئاسة الجمهورية والتى يتم الاختيار للعمل فيها على أساس الكفاءة المطلقة والأمانة والقدرة على تحمل المسئولية وحسن الأداء، فهذه معايير اختيار العاملين فى مؤسسة القمة، وقد شغل هذا المنصب من قبل كبار من أمثال أسامة الباز، وبصراحة أكثر، هذه الخبرة، العمل فى مكتب الرئيس، تضيف الكثير للوزير الجديد.

ما يعجبنى فى الخارجية، أنها مؤسسة قادرة على الاستمرار والعمل الفورى، فبمجرد التكليف كان الرجل طائرا عبر السماوات لمتابعة إعادة ترسيخ الموقف المصرى على المستوى الخارجى وصد الهجمات التى تتعرض لها بلاده، فالقادم يستكمل عمل المغادر وكلاهما ينطلق عمله من عقيدة راسخة، وطنية بالأساس، وهو ما أتمناه لبقية مؤسساتنا، حيث يكون القادمون مثل المغادرين، يرعون مصالحنا ولا شيء غير مصالحنا، كما نسمع دوما فى أداء اليمين الدستورية، والتى حفظناها من كثرة ما ترددت على مسامعنا خلال السنوات القليلة الماضية.. فأهلا بالقادم الجديد للخارجية.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات