خاصم فجر.. وحدث كذب - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الخميس 3 أكتوبر 2024 8:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خاصم فجر.. وحدث كذب

نشر فى : الخميس 21 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 21 فبراير 2013 - 8:00 ص

يرفع الإخوان فى سجالهم مع أعضاء حزب النور مقطعا من حديث شريف يقول «وإذا خاصم فجر»، وصف بها أحد أفراد العائلة الإخوانية القيادى السلفى نادر بكار، وسط تراشق بالأحاديث والآيات والأدبيات الدينية بين الطرفين اللذين ينتميان فكريا لمرجعية دينية سياسية.

 

المقطع كما تعرف مأخوذ من توصيف النبى صلى الله عليه وسلم للمنافق، لكن الإخوان كعادتهم يجتزئون من الحديث «إذا خاصم فجر» وينسون أن هناك 3 آيات أخرى للمنافق «إذا حدث كذب.. وإذا وعد أخلف.. وإذا أؤتمن خان».

 

فى أزمتهم مع حزب النور تحركت اللجان الإلكترونية للإخوان لتهيل الاتهامات على حزب النور وقياداته لمجرد أنهم يفكرون تفكيرا مختلفا، تتحرك اللجان بتوصيفات تكاد تقترب من اتهامات الردة، باعتبار أن الحزب السلفى بات متهما بشق صف التيار الإسلامى السياسى، وكأنه شق صف الإسلام أو خرج على الدين.

 

هذا جزء من الأزمة فى صلبها الذى يهم الرأى العام، ففى النهاية طرفا النزاع لكل منهما أسبابه ودوافعه، وحتى لأولئك السعداء بهذا الصدام أسبابهم ودوافعهم، وهى أسباب مقبولة سياسيا حتى لو اعتبر البعض أن فيها «صيد فى الماء العكر»، لكن ما يعنينا هو الخطاب الاحتكارى للدين الذى مارسته وتمارسه جماعة الإخوان المسلمين فى لحظة الصدام مع أطياف إسلامية أخرى، وهو خطاب سبق للسلفيين أن سلخوا به القوى المدنية وكل من هم خارج غطاء التفسير السياسى للإسلام.

 

الآن ضلع أساسى من هذا التيار فى مواجهة مع الضلع الآخر الذى مثل طوال الـ80 عاما الأخيرة العمود الفقرى للفكرة السياسية التى تتحرك من قلب التفسير الدينى، واستدعاء الأحاديث الشريفة والآيات لعكسها على المواقف السياسية وكأن أحدهما هو الدين بفهمه الصحيح والآخرون ما بين ضالين وعاصين ومنكرين، هو أصل الخطر، وأصل التحذير من الاستغراق فى استدعاء الدينى سياسيا دون تمييز واضح وصارخ بين ما هو دينى وما هو سياسى.

 

كان لديك طرفان دعويان يتحدث كل منهما باسم الدين فى مواجهة الآخر المنتمى عقيديا للدين الإسلامى، لكنه غير منتم تنظيميا وأيديولوجيا للتيار الإسلامى، الآن كل طرف بات له خطاب وممارسة وفهم وتأويل للنصوص، وكل منهما يستخدمه فى مواجهة الآخر.. من إذن يتحدث باسم الدين؟

 

الحقيقة التى بحت الأصوات فى سبيل إظهارها أنه حتى تستمر هذه الأحزاب دون أن توضع فى اختبارات أخلاقية غالبا ما تعجز أمامها، فلا حل سوى أن تمارس أكبر قدر من التمييز الواضح بين الدينى والسياسى، وأن تقتنع قبل أن تُقنع أنصارها، أنه لا يوجد متحدث وحيد وحصرى باسم الدين.

 

وحتى يحدث ذلك ستجد الإخوان يواجهون السلفيين بمقاطع من التوصيف النبوى للمنافق: «وإذا خاصم فجر»، وستجد السلفيين يواجهون الإخوان ومعهم كثير من مكونات المجتمع المصرى بذات التوصيف: «وإذا وعد أخلف وحدث كذب وأؤتمن خان»!

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات