إخوان مبارك - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إخوان مبارك

نشر فى : الأربعاء 21 نوفمبر 2012 - 8:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 21 نوفمبر 2012 - 8:20 ص

هل أنت تعارض حكم الإخوان لأنك مختلف مع السياسات والأفكار وتملك رؤى بديلة، أم لأنك فقط تحسد الجالسين فى السلطة على ما هم فيه وترغب فقط فى أن ترث مقاعدهم.

 

إذا كنت معارضا حقيقيا لا أنصحك أن تكون من الصنف الثانى، تعارض سياسات ربما أنت مؤمن فى قرارة نفسك بها، أو لا ترى حلا آخر سواها، لمجرد المزايدة على الحكم القائم.

 

الخطر فى أن تكون من هذا النوع من المعارضين أنك فى مجتمع منفتح، تداول السلطة فيها بات أكثر احتمالية من ذى قبل، يصبح انكشافك واضحا وسريعا بمجرد أن تقضى بضع شهور فى مواقع السلطة المختلفة.

 

لك فى تجربة الإخوان القصيرة حتى الآن نموذجا واضحا، الأرجح أنك مثلى كنت ترى فى الجماعة نموذجا للبديل الجاهز المغاير تماما لما كان قائما، وكنت مقتنعا مثلى بأنهم يملكون رؤى بديلة وقادرون على إنتاج سياسات مختلفة ومتمايزة فى مواجهة كل مشكلات الوطن، أداؤهم خلال فترة المعارضة الطويلة ينم عن ذلك.

 

عندما تجد الإخوان وعلى رأسهم محمد مرسى نائبا، يتحدثون عن مساوئ الاقتراض الدولى إلى جانب تحريمه طبعا، وعن صندوق النقد وشروطه والبنك الدولى كعنوان للتبعية للغرب، تستشعر أن الجماعة لديها سياسات وأفكار بديلة فى التمويل، وأن معارضتها لقروض مبارك لم تكن مزايدات بقدر ما كانت اختلافا حقيقيا لوجود سياسات بديلة لا يريد النظام النظر إليها، لكن إخوان السلطة ذهبوا إلى الاقتراض، ولم يقدموا أفكارا بديلة أو سياسات مختلفة عن نظام مبارك.

 

وعندما وقع حادث قطار العياط وقف محمد مرسى النائب الإخوانى وزملاؤه من نواب الجماعة يكيلون الاتهامات للحكومة ورئيسها فى ذلك الوقت، يطلبون إقالته ومحاكمته، لا يقبلون تبريرات من شاكلة أن عاطف عبيد لم يكن هو الذى يقود القطار وليس هو الذى أحرق عرباته، وعندما وقع حادث قطار أسيوط، فعل محمد مرسى الرئيس ما كان يعارضه ويرفضه، هل كان محمد مرسى النائب يزايد تحت القبة على الحكومة ويستغل دماء وأرواح الشهداء لتحقيق مكاسب سياسية كما يتهم الإخوان خصومهم اليوم؟

 

لديك من النماذج الكثير، كان إخوان المعارضة يدافعون عن حرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير، حين كان إعلام مبارك يعتبر الإعلاميين مخربين يعملون لصالح دول فى الخارج وجماعات فى الداخل، وصار الإعلام أيضا مخربا ويعمل لصالح جماعات فى الداخل ودول فى الخارج فى عهد إخوان السلطة.

 

ظلت موازنات مبارك منحازة تماما ضد الفقراء، ووقف إخوان المعارضة مع حقوق المعلمين والأطباء والعمال، شاركوا فى احتجاجاتهم، وكانت حكومات مبارك تعترف بحقوق هذه الفئات وتحتج بعجز التمويل، والإخوان يرفضون التبريرات ويشعلون الإضرابات والاحتجاجات، وعندما صار القرار بأيديهم، تغير الجالسون على الكراسى وبقيت ذات اللغة التخوينية وذات التجاهل، وذات الحجج، هل كان الإخوان وقتها يزايدون ويتاجرون بمطالب البسطاء سياسيا فقط دون امتلاك حلول آخرى أو بدائل.

 

أيها المعارضون الجدد للسلطة الجديدة، اهتموا بالسياسات البديلة ولا تغرقوا فى المزايدات، حتى لا يكشفكم تبدل المواقع يوما كما كشف غيركم..! 

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات