رسالة إلى ناخب كسول - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 13 ديسمبر 2025 2:37 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما تقييمك لمجموعة المنتخب المصري في كأس العالم برفقة بلجيكا وإيران ونيوزيلندا؟

رسالة إلى ناخب كسول

نشر فى : الأربعاء 23 مايو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 23 مايو 2012 - 8:00 ص

أيها الناخب الكسول لا تلم إلا نفسك إذا لم تدلِ بصوتك أو أدليت به للشخص الخطأ صباح اليوم.

 

بعض السذج ومعدومى الوعى يعتقدون أنه لا أمل فى أى شىء، وبالتالى يقولون إنهم سيقاطعون الانتخابات الرئاسية. والبعض الآخر يعطى صوته لأى مرشح لمجرد أنه سمع أنه «كويس» أو أنه «بتاع ربنا»، دون أن يدقق فى مدى صحة ذلك.

 

الطبيعى أن كل مرشح يحاول تصوير نفسه باعتباره يحمل صفات الملائكة وينقصه فقط جناحين للتحليق.. يقولون عن أنفسهم كلاما لو تحقق ربعه لتحولنا إلى دولة تشبه السويد بعد شهر فقط.

 

كل مرشح لأى منصب فى أى مكان بالعالم يفعل ذلك، لكن دور الناخب أن يعرف حقيقة الأمر.

 

الصوت الانتخابى أمانة، لأنك لو أعطيت صوتك لمن لا يستحقه فإنك كمن يساعد مستبدا أو فاسدا على تخريب وإفساد البلد بأكمله.

 

أيها الناخب حاول أن تتخلص من كسلك، وتدقق كثيرا قبل أن تدلى بصوتك.

 

إذا قال لك المرشح إنه سيصلح كل شىء فاسد فى البلد فورا فأعلم أنه كذاب، وإذا قال لك إن انتخابه يعنى حجز مكان لك فى الجنة فاعلم فورا أنه أفاق، وإذا قال لك إنه سيتصدى لأمريكا ولإسرائيل، وفى نفس الوقت سيدلع رجال الأعمال والمستثمرين فاعلم فورا أنه دجال.

 

عزيزى الناخب من الغباء أن تبيع صوتك بكيلو سكر أو زجاجة زيت، لأنك سوف تستهلك كل ذلك فى أسبوع، وبعدها سوف يقرفك هذا المرشح لمدة أربع سنوات.

 

ومن الغباء أكثر أن تبيع صوتك بمائة جنيه، لأن هذا المبلغ لا يكفى لشراء اثنين كيلو لحمة.

 

ومن الغباء ثالثا أن تبيعه بحبة فياجرا سينتهى تأثيرها بعد ساعات، وبعدها ستصاب أنت والبلد بأكمله بعجز كلى فى حين أن المرشح الراشى سينتهك شرف البلد بأكمله.

 

قد يكون هناك كثيرون يحتاجون فعلا كرتونة التموين أو المائة جنيه أو حبة الفياجرا، فليأخذوا  كل ذلك ــ رغم أنه ليس أخلاقيا ومجرما قانونا ــ لكن عليهم بالتصويت للمرشح الذى يعتقدون أنه الأصلح والأفضل.

 

إحدى المشاكل الكبرى التى تواجهنا الآن، وستواجهنا لسنوات هى ضعف مستوى الوعى السياسى وضعف الأحزاب المدنية، وبالتالى زيادة حكم الكتلة التصويتية العائمة التى لا تعرف لمن تصوت.

 

لسوء الحظ أن هؤلاء لا تفرق معهم أن يصوتوا لشفيق أو مرسى، لموسى أو الفتوح، لحمدين صباحى أو خالد على.

 

جزء كبير من هؤلاء ذهبوا فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة طمعا فى كرتونة التموين أو خوفا من غرامة الخمسمائة جنيه. بعض هؤلاء ــ ولأنه غير مهتم أساسا ــ فإنه لا يتابع وسائل الإعلام أو المؤتمرات الانتخابية، وإذا أدلى بصوته فإنه يعطيه بالصدفة لأول مرشح يسمع اسمه.

 

هذه الكتلة يعتقد خبراء أنها سبب رئيسى فى زيادة نسبة مقاعد التيار الدينى، وسننتظر لنعرف مدى دقة هذا الزعم.

 

كسل الناخبين ومقاطعتهم للانتخابات أو التصويت لمن لا يستحق يعنى ببساطة أننا نسلم البلد للمجهول سواء كان هذا المجهول شخصا أو تيارا.

 

نكرر كثيرا أن معدن المصرى يظهر وقت الشدة، وأن المصرى يصعب خداعه أو الضحك عليه وأنه يعرف «الكفت».. لكن كل تلك المقولات تحتاج للاختبار على أرض الواقع، خصوصا حينما يتعلق الأمر بأشخاص أو أحزاب يمارسون خداعا كبيرا، متسترين خلف شعارات ومقولات وأفكار براقة، وتكون النتيجة أن معظمنا يطب من أول كلمة ويسقط فى براثن هذه المصيدة ولا يعرف حقيقة الكارثة إلا بعد خراب مالطة.

 

عزيزى الناخب مستقبل البلد معلق على صوتك اليوم، فلا تعطه لكذاب أو أفاق أو دجال.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي