ما بعد عودة الجنود - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 7:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما بعد عودة الجنود

نشر فى : الخميس 23 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 23 مايو 2013 - 8:00 ص

كفى الله المصريين شر القتال.. على الأقل هذه المرة.

 

ليس معنى أنه لم يكن هناك قتال، وتم العثور عليهم فى وسط الصحراء، أنه لم تكن هناك عملية تحرير للجنود المختطفين.

 

من حق الرئيس وأجهزته وجيشه ضم هذا الإنجاز إلى كتاب الإنجازات، وإضافته فى الورقة التى سيقرأ منها الرئيس مرسى كشف حسابه بعد مرور عام على توليه السلطة.

 

الواقع يقول إن هناك جنودا جرى خطفهم، وجرى توثيق هذا الخطف بمقطع فيديو للمختطفين وهم يتلون مطالب الخاطفين، وأن هؤلاء الجنود عادوا بسلامة الله.

 

الأرجح أن الضغط العسكرى كان عاملاً حاسماً. مناورات الجيش والأجهزة الأمنية غيرت حسابات الخاطفين. لكن هل تم الإفراج عن الجنود هكذا بلا قيد أو شرط.

 

نجحت الدولة إذن فى بعض مهمتها، عاد الجنود سالمين، لكن تلك فقط ليست مسئولية الدولة. هناك جريمة فادحة ارتكبت، الجميع تحدث وفرح بعودة الجنود، لكن لم تظهر معلومات وافرة عن الخاطفين. من هم؟ ماذا فعلت الدولة معهم؟ هل سيعاقبون على جريمتهم أم سيكافؤون على جنوحهم للسلم؟ هل جنوحهم للسلم أصلاً تم بلا ثمن، مع من كان يتفاوض من كانوا يتفاوضون، رغم الإنكار الرسمى للتفاوض.

 

لم يعد الجنود بالقتال. ولا معلومات حتى كتابة هذه السطور ظهر أمس عن عودتهم بالتفاوض. حفظت العملية حياة الخاطفين والمخطوفين كما أمر الرئيس، لكننا نعرف المخطوفين ولا نعرف الخاطفين. ربما يجيب مؤتمر صحفى لاحق لكتابة هذه السطور عن هذه الأسئلة. أتمنى ذلك.

 

لكن المؤكد تماماً أن مهمة الدولة لم تنته بعد، هذه اللقطة التى يظهر فيها الجنود يهبطون من الطائرة العسكرية ليست نهاية الفيلم، هى البداية الساخنة للأحداث. الحقيقة أنه كانت هناك بدايات سابقة عليها، لكن كما تعرف تم دفنها وطى صفحتها حتى تعيدها كارثة جديدة للحياة، عام يكاد يمر أيضاً على قتل الجنود فى رفح. أيضاً لم تعرف أى معلومات عن القضية برمتها، أين القتلة؟ أين الثأر؟ أين نتائج التحقيقات؟

 

ما تعرفه وأكد عليه الرئيس بالأمس، أن هناك سلاحاً بيد الجميع فى سيناء، هناك تنظيمات مسلحة كما قال وزير الداخلية بأسلحة متطورة وثقيلة، بيان السلفية الجهادية وإن كان قد نفى تماماً مسئوليته عن خطف الجنود، إلا أنه أشار إلى أن سلاحه موجه للعدو الصهيونى.

 

ماذا ستفعل الدولة مع التنظيمات المسلحة التى تهدد الأمن الداخلى وتتحرك لفرض شروطها بالإفراج عن سجين أو الغاء أحكام قضائية، وتنظيمات مسلحة تتحرك من أراضيها لتهدد دولاً أخرى إن كانت عدو فى الذهنية الشعبية لكنها مرتبطة باتفاقات سلام أكد الرئيس التزامه بها، ماذا ستفعل الدولة مع أنفاق تنتهك سيادتها وتحوم حولها الشبهات فى كل كارثة، قالوا من قبل إن الأنفاق نتيجة غلق المعبر، وغلق المعبر نتيجة وجود نظام معادى لغزة وحماس. الآن لدينا نظام ليس عدواً لحماس. مفاتيح المعابر فى يديه أو هكذا نظن، لكن الأنفاق تتضاعف والاعتماد عليها يتزايد، بشكل لا يمكن لدولة تحترم حدودها وسيادتها أن تقبله.

 

عودة الجنود وفقط لا تكفى، لكن عودة القانون وضبط الحدود وممارسة السيادة هو الانجاز الأكبرلضمان عدم تكرار ذلك.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات