مطرب الأهرام - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 4:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مطرب الأهرام

نشر فى : الثلاثاء 23 نوفمبر 2010 - 9:47 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 23 نوفمبر 2010 - 9:47 ص
ماذا يعنى أن تقول الأهرام فى صفحتها الأولى أمس الأول إن اتهام أعضاء فى الفيفا بالرشوة رد اعتبار مصر فى «صفر المونديال»؟
هذا يعنى ببساطة أن صاحب هذا الاستنتاج العبقرى لا يحترم عقولنا، وربما يتصور أن القارئ بلا عقل من الأساس، ولذلك سولت له نفسه الأمارة بالعبث أن يترجم العقوبات التى وقعها الاتحاد الدولى لكرة القدم على بعض أعضائه بعد فضائح الرشوة إلى أن الملف المصرى لاستضافة مونديال ٢٠٠٦ والذى حصل على صفر ضخم كان كاملا ومكتملا ولا تشوبه شائبة، ويقول لملف جنوب أفريقيا قم وأنا أقعد مكانك، بما يعنى أن الفيفا ظلمنا وسرق منا فرصة تنظيم كأس العالم.

غير أن هناك احتمالا ثالثا ونحن نحاول تحرى كيف ظهر هذا الاستنتاج أو الاكتشاف المذهل فى صدر صفحة الأهرام الأولى، إذ ربما تسلل مطرب الأخبار الشهير من مخازن المؤسسة خلسة بعد أن أحاله الثنائى أحمد رجب ومصطفى حسين إلى الاستيداع، واستقر فى الأهرام، ليعيث بها تحليلات ورسوما تعبيرية واستنتاجات منطقية واكتشافات ميتافيزيقية، آخرها اختراع حدوتة رد اعتبار مصر فى فضيحة صفر المونديال.

وحتى لا يتهمنا أحد بالتجنى دعونا نعيد النظر فى المسألة، حيث حصدت مصر الصفر التاريخى بينما حصلت جنوب أفريقيا على ١٤ صوتا منحتها المونديال، وجاءت بعدها المغرب بعشرة أصوات، فهل يعنى ذلك أن ٢٤ فاسدا ومرتشيا فى الفيفا تآمروا على مصر ولم يمنحوها أصواتهم، ألا يوجد فى الفيفا رجل واحد رشيد ونظيف عفيف قرر أن يرضى ضميره ويصوت لصالح ملف مصر المظلوم؟
فضلا أن ذلك التصور العجيب يمثل إهانة كبيرة لدولتين إفريقيتين هما جنوب أفريقيا والمغرب لأن المعنى ببساطة أن الحصول على الأصوات مرتبط بتقديم الرشاوى، وأظن أنه يحمل إهانة إلى مصر أيضا. كما أنه يزدرى قيما محترمة مثل الإتقان وبذل الجهد بدلا من «الفهلوة» وادعاء الشهادة وتوهم أن العالم كله يتآمر علينا.

إن هذه القراءة الأهرامية لما جرى فى الفيفا تؤكد من جديد أن مصر أغلقت الباب والنوافذ على نفسها وتركت كوة صغيرة فى أعلى حيطانها العالية لتطل منها على العالم، دون أن تتفاعل معه أو تحاول تقليد تجاربه الناجحة لكن المؤكد أن السيد الاستنباطى الاستنتاجى الكبير اعتبر أن الطعن فى نزاهة وشفافية الفيفا باعتباره منظمة دولية أقصر طريق للرد على أولئك الأشرار الذين يتشدقون بحكاية المراقبة الدولية للانتخابات البرلمانية.

نظرية أيضا.. أليس كذلك؟

wquandil@shorouknews.com
وائل قنديل كاتب صحفي