قلاش نقيبًا للصحفيين - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 3:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قلاش نقيبًا للصحفيين

نشر فى : الثلاثاء 25 أكتوبر 2011 - 8:45 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 25 أكتوبر 2011 - 8:45 ص

عرفت يحيى قلاش بعد تخرجى بأيام من كلية إعلام القاهرة عام 1986، عندما كان يعمل فى مكتب جريدة الخليج الإماراتية بالقاهرة.

 

من يومها لم تنقطع صلتى بهذا الإنسان النبيل الذى صار يمثل بالنسبة لى معنى «النقابى الحقيقى».

سألت كثيرين: كيف يمكن لشخص أن يتحمل شكاوى الناس وهمومهم طوال الوقت، والأهم أنه يفعل ذلك بتلقائية وليس تمثيلا على طريقة تقبيل جميل راتب للناخبين فى فيلم «طيور الظلام» عندما كان مستشاره عادل إمام يطالبه بذلك قائلا «بوسه فى بقه»!! فأجابونى بأن قلة نادرة من الناس مثل يحيى هى التى تفعل ذلك.

 

معظم الذين شغلوا مواقع نقابية انقسمت الآراء بشأنهم باستثناء قليلين منهم يحيى قلاش، لم أسمع ولم أر شخصا ينتقده، والسبب أنه كرس حياته تقريبا للنقابة وهمومها لدرجة دفعت الشاعر سعد الدين شحاتة للقول إنها تحولت إلى معشوقته.

 

وإذا كان تيار الاستقلال بقيادة الدكتور ضياء رشوان كاد ينتزع مقعد النقيب فى الدورة الماضية فى عز سطوة وسيطرة تيار التوريث فإنه سيكون غريبا ومثيرا للدهشة ألا ينجح هذا التيار فى الفوز بمنصب النقيب والمجلس معا بعد أن سقط التوريث وصار معظم رموزه يسكنون سجن مزرعة طرة.

 

فى الماضى كان بعض الصحفيين يساقون للأسف كالأغنام لانتخاب نقيب حكومى برشوة علنية لم تزد فى أحسن أحوالها على خمسة وثلاثين دولارا.

 

اليوم لا نسمع للحكومة حسا، ولا أحد يتحدث عن «رشوة البدل»، لكن المنهج لايزال يعشعش فى رءوس البعض.

 

وإذا اتفقنا على أن مبارك لم يكن مجرد فرد بل منظومة، فإن تيار وتراث مبارك ـ الذى كان إبراهيم نافع خير من يمثله ـ لايزال باقيا فى عقول البعض حتى لو ادعوا أنهم مستقلون.

 

ومن المحزن أنه وبعد ثورة 25 يناير التى رفعت شعارات الحرية والكرامة الإنسانية، لانزال نسمع من يحاول اختزال دور النقابة فى مجرد توفير السلع المدعمة والرحلات ويا حبذا لو وصل الأمر إلى شقة بأقساط مريحة.

 

الجانب الخدمى مهم للغاية، والصحفى بدون راتب يكفيه سيظل قلقا وغير مؤهل، وهو أمر تنبه له يحيى قلاش جيدا مقترحا لائحة أجور تبدأ من 1600 جنيه، بالإضافة إلى «البدل».

 

لكن نقابة الصحفيين لم ولن تكون مجرد جمعية استهلاكية أو معرضا للسلع المعمرة والملابس المخفضة، هى نقابة أصحاب الرأى، وبالتالى فهى تحتاج لشخص لديه رؤية وليس فقط برنامج خدمى كما قال الكاتب والإعلامى الكبير حسين عبدالغنى.

 

قلاش ــ إضافة إلى رؤيته ــ لديه برنامج متكامل شعاره «حان وقت انتزاع الحقوق» عبر المشاركة فى وضع خريطة لمستقبل مصر ودستور يحفظ للصحافة حريتها واستقلالها.. ومشروع قانون لحرية تداول المعلومات.. كل ذلك عبر جمعية عمومية تشارك وتحاسب دائما.

 

على كل صحفى أن يدرك وهو يتوجه إلى مقر نقابته أن هناك فرصة تاريخية لإحداث تغيير حقيقى يشمل نسف كل المواد السالبة للحرية فى القوانين، وأن حرية الصحافة هى أحد الأبواب الرئيسية لحرية الوطن، وأن عهد شراء أصوات الصحفيين بوجبة غذائية فاخرة أو تذكرة طائرة ــ للمحمولين جوا ــ قد ولت إلى غير رجعة.

 

انتخاب يحيى قلاش نقيبا ومجلس نقابة قوى ومتجانس شعاره وحدة الجماعة الصحفية بعيدا عن الأحزاب والأيديولجيات هو بداية للتغيير الحقيقى فى الصحافة المصرية التى تحتاج لثورة شاملة.. خصوصا فى ظل مخاوف من وجود حالة تربص بالنقابة بعد تأجيل الانتخابات.

 

لكل هذه الأسباب ومع كل التقدير لجميع المرشحين سوف أختار يحيى قلاش نقيبا.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي