هل يدرك البرادعى أنه رجل مهم؟ - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 6:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يدرك البرادعى أنه رجل مهم؟

نشر فى : الخميس 27 مايو 2010 - 10:13 ص | آخر تحديث : الخميس 27 مايو 2010 - 10:13 ص

 كثيرون وأنا منهم يدركون مدى ثقل وحجم وتأثير الدكتور محمد البرادعى فى صناعة التغيير الذى ينشده الجميع، لكن هل يدرك البرادعى نفسه أنه مهم ومؤثر فى هذه العملية؟

أخشى أن أقول إن المتحمسين للبرادعى ــ الشخص والفكرة ــ يبدون أحيانا أكثر جدية واستعدادا لمواصلة المشوار أكثر من البرادعى شخصيا، فالرجل الذى حرك مياه البحيرة وحلق بأحلام التغيير إلى أبعد سماء، يبدو أحيانا وكأنه تورط فى مهمة لم يفهم طبيعتها ولم يستعد لها على الوجه المطلوب، والأخطر أن تكون هذه المهمة ليست الأولى فى أجندة أولوياته.

والأكثر خطورة من كل ذلك أنه فى كل مرة يشد البرادعى الرحال إلى الخارج فى أسفاره المتعددة الطويلة يحدث ما يشبه انفراط بعض حبات عقد التغيير الذى يمثل فيه الخيط الجامع لها، والدليل تلك الحرائق الصغيرة التى تندلع بين فترة وأخرى بين الفرقاء الذين تجمعوا حوله.

ولعل ما جرى خلال الأسبوع الماضى من سجالات وتراشقات بين أشخاص من النخبة يفترض أنهم متفقون ومتوافقون حول فكرة التغيير التى أججها البرادعى ينذر بأن ما حذر منه كثيرون منذ البداية بدأ يتحقق الآن، إذ عادت مفردات التخوين والاتهامات بالعمالة والاستقواء بالأجنبى تحلق مثل طيور سوداء فى فضاء النضال من أجل التغيير فى مصر.

والمشكلة فيما جرى أن الذين دخلوا معسكر التغيير تحت لواء الدكتور البرادعى لم يتركوا أجنداتهم المسبقة خارج أسواره، بل حملوا معهم خلافاتهم وتجاذباتهم العقيمة، فضلا عن أن البرادعى نفسه لم يتعامل مع هذه المعطيات بالقدر اللازم من الانتباه والحذر، ناهيك عن أنه فى عديد من المواقف لم يكن موجودا ولا حاضرا، وكأنه اكتفى بفتح الباب لمن يريد الدخول ثم خرج وتركهم فى اشتباكاتهم.

أما فى الدوائر الأوسع، وأقصد الجماهير العادية التى امتلأت حماسا وتعلقا بفكرة التغيير، فقد وقع أخطر شىء يمكن أن يصيب مشروعا أو حلما بالأفضل، إذ بدأ إحساس خفى بالإحباط يتسرب إلى الجموع التى أرادوا لها أن تتحمس على سطر وتترك سطرا أو بمعنى أكثر مباشرة صار الحلم بالتغيير بعيدا يسبح فى الفضاء بعد أن تصوروا أنه موجود على الأرض.

وكى لا تلاحقنا الاتهامات بإشاعة جو من التشاؤم والتشكيك، لابد من الإشارة إلى أنه مازال هناك وقت ومساحة تنمو فيها أشواق التغيير مرة أخرى، شريطة أن يعلن البرادعى للجميع أن صناعة التغيير فى مصر هى قضيته الأساسية والأولى، وليست مجرد تمرينات تمارس فى الإجازات، والأهم أن يبقى حاضرا وموجودا بين الناس هنا فى قرى ومدن ونجوع مصر، وليس مجرد أستاذ زائر فى مادة التغيير والإصلاح الدستورى.

غير أن الأكثر أهمية أن يمارس البرادعى التغيير فعلا لا قولا فى صفوف جماعته، بحيث لا يبقى فى الميدان إلا أولو العزم من الرجال.. أو فليفضها سيرة بدلا من دفع الناس للتعلق بحبال ذائبة.
wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي