على إسرائيل الاستعداد لاحتمال حدوث مواجهة مسلحة مع مصر - زئيف جابوتنسكى - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 4:30 ص القاهرة القاهرة 24°

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على إسرائيل الاستعداد لاحتمال حدوث مواجهة مسلحة مع مصر

نشر فى : الإثنين 27 أغسطس 2012 - 7:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 27 أغسطس 2012 - 7:50 ص

فى الأسبوع الماضى فاجأ الرئيس المصرى الجديد الخبراء حين أقال القيادة العسكرية العليا ووزير الدفاع المصرى الذى كان حتى وقت قريب أقوى شخصية فى الدولة. ولقد شكل هذا القرار مفاجأة للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء.

 

فى هذه الأثناء، صرح المستشار القانونى للرئيس المصرى لصحيفة «المصرى اليوم» بأن مرسى يريد ادخال تعديلات على الملحق العسكرى لاتفاقية كامب دايفيد، تتعلق بحجم انتشار قوات الأمن المصرية فى سيناء، بذريعة أن الانتشار الحالى للقوات المصرية هناك لا يضمن السيادة المصرية الكاملة على شبه الجزيرة.

 

لقد نجح المصريون فى مفاجأتنا استراتيجيا فى أكتوبر 1973 وكان السبب فى النظرية الخاطئة التى تبناها وزير الدفاع آنذاك موشيه دايان والتى مفادها أن مصر لن تبادر إلى شن الحرب لأنها تتعارض مع مصالحها.

 

فى هذه الأيام تعود من جديد هذه النظرية، التى من المحتمل أن تنفجر من جديد فى وجهنا.

 

تستند جميع التحليلات التى سمعناها وقرأناها فى الفترة الأخيرة إلى افتراض أساسى هو أن من مصلحة مصر المحافظة على اتفاق السلام مع إسرائيل، لأنها بحاجة إلى الحصول على المساعدة الأمريكية. لكن هذا النوع من التفكير هو الذى أدى إلى حدوث المفاجأة فى سنة 1973. وتتجاهل هذه التحليلات الكلام الذى تردده علنا الزعامة المصرية الجديدة ليلا ونهارا، لأنه لا يتناسب مع افتراضها الأساسى بأن اتفاق السلام مع إسرائيل هو مصلحة مصرية.

 

يواجه مرسى اليوم اقتصادا منهارا، ولا سيما بعد الثورة. وقد ترافق صعوده إلى السلطة مع الارتفاع الهائل فى أسعار المواد الغذائية فى العالم. وتلاقى مصر صعوبة فى تأمين الحاجات الغذائية لمواطنيها، وهى تعتمد اعتمادا كبيرا على الاستيراد الذى تضاعفت أسعاره، بينما خزينة الدولة فارغة. فى مثل هذه الأوضاع فإن السبيل الوحيد للبقاء فى السلطة فى دولة من دول العالم الثالث مثل مصر هو توجيه النقمة الشعبية ضد طرف خارجى. وأسهل طرف يمكن توجيه نقمة الجماهير المصرية الجائعة ضده هو إسرائيل. وقد يكون هذا هو سبب اعلان المستشار الرئاسى المصرى الحاجة إلى تغيير الملحق العسكرى لاتفاق السلام.

 

فى سنة 1955 فاجأ الرئيس جمال عبد الناصر الخبراء بتوقيعه صفقة السلاح التشيكية – المصرية التى نقلت مصر من مجال التأثير الغربى إلى النفوذ السوفياتى. يومها حصل الرئيس المصرى من الاتحاد السوفياتى على أنواع من السلاح خرقت بصورة جدية ميزان التسلح ضد مصلحة إسرائيل، كما حصل على القرض لبناء سد أسوان الذى حل محل التمويل الذى منعته عنه الولايات المتحدة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن فلاديمير بوتين اليوم مهتم جدا بإقامة قواعد عسكرية فى الشرق الأوسط مثل القاعدة التى قد يخسرها فى وقت قريب فى مدينة طرطوس فى سوريا. ومن يضمن أنه لا تدور منذ الآن مفاوضات سرية بين مرسى وبوتين من شأنها أن تؤدى إلى انقلاب شبيه بالانقلاب الذى سبق وقام به عبدالناصر؟

 

إن إضعاف إسرائيل مصلحة روسيا، لا سيما بعد اكتشاف حقول الغاز الطبيعى فى مواجهة شواطئ حيفا. فمثل هذا الاكتشاف من شأنه زعزعة الاحتكار الروسى لتزويد الدول الأوروبية بالغاز، وإضعاف قدرة روسيا على التأثير فى سياسات هذه الدول. هذا من دون الحديث عن الصين، التى لديها سياسة للسيطرة على دول العالم الثالث من خلال تقديم الدعم الاقتصادى لهذه الدول.

 

من هنا يتعين على إسرائيل بالاضافة إلى الاستعداد لمواجهة الخطر الإيرانى، الاستعداد أيضا لاحتمال أن ينفذ الرئيس المصرى ما تقوله حركة الإخوان المسلمين علنا، أى الدخول فى مواجهة مسلحة ضد إسرائيل بعد أن يكون قد أنهى استعدادته للقيام بذلك. صحيح أن هذا قد يستغرق وقتا، لكن علينا ألا نستسلم للأوهام، كى لا نفاجأ مرة أخرى من جانب مصر.

 

 

زئيف جابوتنسكى محلل سياسى
التعليقات