الزعيم الخالد أحمد عز - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 6:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الزعيم الخالد أحمد عز

نشر فى : الأحد 28 مارس 2010 - 9:20 ص | آخر تحديث : الأحد 28 مارس 2010 - 9:20 ص

 وكأنه جمال عبدالناصر المحاصر فى الفالوجا أثناء حرب 1948، هكذا بدا المهندس أحمد عز ملك الحديد وأمين تنظيم الحزب الوطنى، فى مقال بتوقيعه وصورته فى «أخبار اليوم» أمس.

سطور المقال التاريخى تبدأ بعبارات جمال عبدالناصر ومقولات محمد حسنين هيكل، فيما لا يخرج محتوى المقال عما يمكن أن تسمعه فى مؤتمرات الأحزاب الناصرية والقومية، ما يجعل القراء يتساءلون: من أين كل هذه الرشاقة والمهارة الصحفية فى مقال مفترض أن كاتبه واحد من رموز الفكر الجديد، وأحد رجال البيزنس الكبار، ومعلوم، طبعا، رأى السادة أصحاب الفكر الجديد فى عبدالناصر وزمنه ومقولاته.

ولعل من أبرز ما يستوقفك فى كلام أحمد عز أنه ينفى كل ما نقل عنه فى جلسة برلمانية، بدا فيه داعيا لانغلاق مصر على ذاتها وفض يدها من مسألة مواجهة إسرائيل، بل وتهكمه على الداعين للمواجهة، بقوله: إذا أرادوا أن تحارب مصر فليدفعوا.

لكن اللافت أكثر هو تلك الثورية التى ينضح بها مقال عز وهو يرتدى قميص عبدالناصر ويستدعى من التاريخ القريب أطروحات ناصرية صميمة، متقمصا روح عبدالناصر، إذ يقول عز: «وجهة نظرى فى المقابل هى تطوير مصر الآن أو باستخدام تعبير الرئيس عبدالناصر الهجوم من خلال الجبهة الداخلية.. نعم أؤمن تماما بأن تطوير مصر هو أكبر دعم للقضية الفلسطينية».

ماذا ترك عز إذن لأعضاء المكتب السياسى للحزب الناصرى، بعد أن تحول إلى ناصرى أكثر من الناصريين أنفسهم؟

كنت أتصور أن يصدر هذا الكلام عن السيد كمال الشاذلى، أو الدكتور مفيد شهاب مثلا، على اعتبار أن كليهما لايزال يعتبر نفسه حتى هذه اللحظة كادرا مهما فى الاتحاد الاشتراكى أو التنظيم الطليعى، وأن الثورة لاتزال «قايمة والكفاح دوار»، لكن أن يأتى من أحمد عز فهذا ما يثير الدهشة ويشعل نار الأسئلة، ولعل أولها: أين كان هذا القلم المتمكن؟ ولماذا حرموا الصحافة المصرية من هذه الموهبة الفذة طوال سنوات عديدة صعد فيها إلى سطح الكتابة أنصاف كتاب وأرباع مواهب؟

هذا على مستوى الشكل، أما فى المضمون فإن السيد عز يبدو من خلال هذه السطور على النقيض تماما من السيد جمال مبارك الرجل الأقوى فى الحزب الوطنى والذى لا يخفى عداءه ورفضه لكل ما يمت بصلة لزمن جمال عبدالناصر وسياساته، ونذكر كيف سخر مبارك الابن خلال لقاء عقد بالصعيد فى أكتوبر الماضى من أولئك الذين يتعلقون بالفترة الناصرية، وهو ما يجعلنا نتساءل مرة أخرى: هل ما نشر فى أخبار اليوم أمس من إبداعات أحمد عز حقا، أم أنه كلام مدسوس عليه، أو أن أحد الأشرار انتحل اسمه وصورته؟

وائل قنديل كاتب صحفي