لا لأخونة «المقلاع» فى حواديت «البتاع» - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 1:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا لأخونة «المقلاع» فى حواديت «البتاع»

نشر فى : الأحد 28 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 28 أبريل 2013 - 8:00 ص

لو كنت مكان «الإخوان المسلمين» وقرأت هذه التسريبات الأمنية، الأقرب لحواديت الشيخة ماجدة عن مكالماتهم مع حماس، لتمسكت بها وأعلنت صحتها، على الرغم من كونها من ذلك النوع الذى يلتحف بغطاء المصادر المطلعة والعليمة والنطيحة والموقوذة والمتردية.

 

ذلك أن «الموضة» منذ جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية هى نفى أية صلة بين الإخوان والثورة، والتجديف فى اتجاه أن الجماعة ركبت الثورة أو سرقتها أو اختطفتها من أصحابها الحقيقيين.. ومن حيث أرادت «المصرى اليوم» ضرب الإخوان أمس، بهذه المكالمات المسجلة أمنيا، فإنها قدمت لهم خدمة العمر بأن جعلتهم المخططين والصانعين والمنفذين للثورة منذ ما قبل 25 يناير.

 

وبصرف النظر عن أنه من العبث أن تسلم بصحة هذه الروايات المنسوبة إلى مصادر مجهلة فى أمن الدولة، فإن فحوى المكالمات ومحصلة «التقرير» تصب فى مصلحة الإخوان، وتدحض تماما نظرية أنهم لم يشاركوا فى الثورة، أو أنهم التحقوا بها متأخرين وفق الكليشيه الشهير «آخر من قفز إلى قطار الثورة وأول من غادره»، فتاريخ المكالمات يبدأ من قبل الخامس والعشرين من يناير، ويظهر أن الإخوان كانوا المخططين والمنفذين والمديرين لحركة الجموع فى الميدان بالاستعانة برجال حماس.

 

وأظن أن هذا يبخس مشاركين أصلاء فى صناعة زلزال يناير حقهم، ويخصم من رصيدهم فى بنك الغضب لصالح جماعة الإخوان، كما أنه يتناقض مع مقولات أخذت شكل الحقائق الثابتة عن ذلك التمرد الذى قام به شباب الإخوان على قيادات الجماعة، التى اتهمت بأنها عقدت صفقة مع النظام قبيل موقعة الجمل وأمرت بموجبها أتباعها بمغادرة الميادين، لولا صمود شبابها وعصيانهم للأوامر واعتصامهم بالميدان، إلى جوار أقرانهم من الأطياف السياسية والشعبية الأخرى المشاركة فى حلم إسقاط النظام.

 

لقد أراد مسربو «التقرير» وصانعوه إهالة التراب على الثورة وتفريغها من كونها إبداعا شعبيا خالصا، شاركت فيه كل القوى السياسية والفئات الاجتماعية إلى مؤامرة تخريبية إرهابية إقليمية دولية، تنتمى إلى نظرية التفسير الكوميدى للتاريخ لصاحبتها الشيخة ماجدة التى شاهدت بأم عينيها الزوارق الثورية الأجنبية ترسو على شاطئ النيل عند ماسبيرو لإنزال عناصر الحرس الثورى الإيرانى لقتل المتظاهرين وتدمير مصر وإسقاط الكنز الاستراتيجى.

 

لكنهم من حيث أرادوا إصابة الثورة فى جوهرها الأخلاقى والشعبى قدموا هدية ثمينة للإخوان المسلمين وحماس بأن وضعوهم فى كابينة قيادة الثورة وحدهم، لو افترضنا صحة هذه المكالمات الطريفة عن المقلاع والبتاع.

 

غير أن الأكثر طرافة هو رد فعل تلك القوى الثورية الظريفة التى ابتلعت الطعم وراحت تسبح بمجداف حدوتة المقلاع دون أن تتوقف لحظة تفكر فيها بالعقل لتسأل نفسها: إذا كان هذا «البتاع» المنشور على لسان أمن الدولة صحيحا كوثيقة دامغة فلماذا لم يستخدمه رئيس الجهاز المسجون اللواء حسن عبدالرحمن فى الدفاع عن نفسه فى محاكمة القرن، وكذلك حبيب العادلى وحسنى مبارك؟

 

لقد كان الوعى الشعبى الفطرى أكثر نضجا ونباهة فى استقباله لحدوتة المقلاع، من رموز سياسية سقطت فى غواية هذه الرواية الخليعة «القليعة» واعتبرتها حقيقة لا يشوبها أدنى شك.

 

وائل قنديل كاتب صحفي