لا تبيعوا الثورة فى مزاد الرئاسة - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 30 سبتمبر 2024 8:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تبيعوا الثورة فى مزاد الرئاسة

نشر فى : الأربعاء 30 مايو 2012 - 8:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 30 مايو 2012 - 8:25 ص

بالمعيار الثورى لا يجوز أن تبدأ العد فى سباق الرئاسة من الرقم واحد، فإذا كنت مؤمنا بأن ثورة قامت فى مصر ضد نظام موغل فى الفساد والاستبداد، عليك أن تخرج جنرال موقعة الجمل وظل مبارك من الحسبة ثم تبدأ المناقشة.

 

لك أن تطلب ضمانات ملزمة للمرشح الإخوانى، ولك أن تتحدث عن دعم غير مجانى له، وعليك أن تحصل على إجابات وافية وواضحة منه عن أسئلة تؤرق الجميع الآن، على رأسها السؤال الخاص بالدستور القادم، وما يترتب عليه من أسئلة تتعلق بسبيكة مصر الحضارية والمجتمعية.

 

ولقد حاول مرسى فى مؤتمره الصحفى أمس أن يصدر تطمينات ويقترب من إجابات على الأسئلة الحائرة.. وجميل أن يلتزم محمد مرسى بمشروع فريق مؤسسة الرئاسة، لكن الأجمل أن يكون ذلك مقترنا بشراكة فى المسئولية، وليس مجرد شراكة بروتوكولية، بمعنى أنه لا يكون مسئولا وحده أمام الجماهير، بل تتوزع المهام والمسئوليات معها على كل أعضاء الفريق الرئاسى.

 

إن مرسى لم يستبعد أن يكون هناك نائب مسيحى للرئيس فى حالة وصوله إلى مقعد الرئاسة، وهذا جيد، غير أنه سيكون جيدا جدا لو كان ذلك التزاما منهجيا يعبر عن قناعة حقيقية، وليس مجرد كلمات تثير الإعجاب فى مؤتمر انتخابى، وأن يكون هذا النائب وغيره من فريق الرئاسة مشاركين بالفعل فى شئون الحكم، ومسئولين أمام الجماهير، وليسوا مجرد عناصر مجملة للصورة.

 

وكما قلت مرارا فإن اللحظة تتطلب تضحيات حقيقية من الجميع ـ جميع المؤمنين بالثورة ــ حتى لا نصحو على كابوس إعادة إنتاج نظام مبارك، وساعتها لن تعرف مصر استقرارا أبدا، ولعل المظاهرات العفوية التى اندلعت فى المحافظات المصرية فور إعلان النتيجة النهائية للجولة الأولى من انتخابات الرئاسة رسالة واضحة بأن مصر لن تعرف الهدوء إن لم تكتمل ثورتها، وتحقق أهدافها الكبرى، وغنى عن البيان أن الهدف الأول كان وسيبقى تحرير مصر من فساد نظام مبارك، وتحقيق القطيعة التامة معه، برموزه ومضامينه وقيمه التى هوت بالبلد إلى القاع فى جميع المجالات.

 

وإذا كانت الكرة الآن فى ملعب الإخوان ومرشحهم، والموقف يفرض عليهم تقديم تعهدات أكثر وضوحا بأن الوطن أكبر وأبقى من الجماعة، فإن المسئولية الوطنية والأخلاقية تفرض على القوى السياسية المتمسكة بمبادئ التغيير الحقيقى ألا تطرح الثورة فى المزاد بين مرسى وشفيق، ذلك أنه لا يستقيم أن يفكر أحد فى مفاوضة الثورة المضادة على تحقيق أهداف الثورة الحقيقية.

 

ومن أسف أن بعضا من المحسوبين على الثورة يفضلون أن يلعبوا مع الجنرال العائد للانتقام دور بن خلدون مع تيمور لانك زعيم التتار الذى غزا البلاد باطشا وسافكا للدماء، فقرر المفكر أن يؤثر السلامة ويشترى الجاه بالخضوع والمذلة للدكتاتور الفاتح.

وائل قنديل كاتب صحفي