طارق النجار يكتب: معركة الكبار لتهميش الشعب - منبر الشروق - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:57 ص القاهرة القاهرة 24°

طارق النجار يكتب: معركة الكبار لتهميش الشعب

نشر فى : السبت 5 مايو 2012 - 3:25 م | آخر تحديث : السبت 5 مايو 2012 - 3:25 م

بالفعل إنها معركة فرض الرأي التي تناولتها وسائل الإعلام في الأوان الأخير بين رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشعب، وموضوعها رفض المجلس لبيان الحكومة وإصراره على إرغام الحكومة على الاستقالة بالرغم من أن البيان الدستوري لم يمنح الحق للمجلس في سحب الثقة من الحكومة.

 

و تطور الأمر في تصريحات الطرفين حتى وصل لطلب رئيس مجلس الشعب شهادة رئيس الأركان، وتصريح رئيس مجلس الوزراء صراحة بأن حكومته لن تستقيل في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر، والإعلام الآن يترقب بشغف ما سوف تسفر عنه هذه المعركة في الأيام القادمة.

 

الحقيقة التي لا ينكرها أي مواطن متعقل أن انتخابات مجلس الشعب صدر حكم بشأنها من المحكمة الإدارية العليا بالبطلان، وأن الأمر مرفوع إلى المحكمة الدستورية لإصدار حكمها النهائي في الموضوع، ولكن أهم ما في الموضوع أننا تعلمنا منه الآتي:-

 

*إن مجلس الشعب الذي اخترناه ليمثلنا ويخدم مصالحنا كشعب يهتم بصفة أساسية بصلابة رأيه في التواجد، حتى وإن كان وضعه مشكوك في عدم دستوريته، حتى شعرنا بأن مصالحنا كمواطنين وضعت في درجة أقل من المفروض أن توضع فيها، وأن هناك قوانين صدرت في العهد السابق وأضرت الشعب، لم يقم البرلمان بتناولها وتصويبها لتحقيق العدالة لنا وبالتالي مازلنا نشعر بالظلم، وهو ما يدلل عليه كثرة المظاهرات والاعتصامات، وتوجهها إلى مقر المجلس لتنبيه بالمشكلة، كما أن المجلس لم يصدر أي تشريع جديد خاص بنظام التأمين الصحي و التعليم وتطويره بخلاف قانون الثانوية العامة، وكأنه القانون الوحيد الذي يحل مشكلة التعليم في مصر، هذا بخلاف قانون التأمينات و تشجيع الاستثمارات وما يخص أمن المواطن الشخصي و...الخ.

 

*إن مجلس الوزراء يهتم بصفة أساسية بصلابة رأيه في التواجد مهما كان الأمر، حتى وإن كان هناك أخطاء في إدارة بعض أعماله، وهذا لا يمنع كونه يمارس عمله وهو موضوع تحت ضغط طوال الأربع و العشرين ساعة، وهو أمر غير محتمل، ولكن هذا لا يمنعنا القول أننا كشعب لم نشعر بتغير الأوضاع في كل المجالات بالشكل الذي يلبى احتياجاتنا كمواطنين بسطاء.

 

*إن المحكمة الدستورية تأخرت في إصدار حكمها في دستورية انتخابات مجلس الشعب من عدمه طوال هذه الفترة، ولعل المانع خير إن شاء الله، لأننا نريد إنهاء هذه الحرب الدائرة التي تغيب مجلس الوزراء و الشعب عن أداء مهمتهما الأساسية لخدمتنا نحن المواطنون الذين لا يبحثون إلا عن الستر في العيش.

 

خلاصة القول إن الشعب المصري يعيش الآن حياة على الهامش يتأمل فيها ما تسفر عنه معارك الكبار، وهو لا يطمع في منصب أو مركز، بل كل ما يتمناه أن يعيش مستورا وفقط، ولكنه لم ينعم بهذا الأمر أبدا طوال الستين عاما السابقة، وبالرغم من أن الثورة أضاءت لنا بصيص النور، إلا أن ما نراه الآن يعود بنا إلى الماضي الذي حاولنا تغيره ولكن ماذا نفعل الآن؟ بالفعل لكي الله يا مصر.

شارك بتعليقك