لاشك أننا عندما نسمع عبارة المشمر والمحمر يجري لعابنا، ونتخيل الطعام الذي لابد أن نشمر له عن سواعدنا، فهذه الأطعمة عادة ما تطهى وتحمر في الزيت أو الزبد أو السمن مثل الدجاج واللحم والبطاطس المحمرة وبعض المعجنات مثل السمبوسك والقطائف والخبز المحمر، وما إلى ذلك من الأطعمة المرتفعة في نسبة الدهون والكربوهيدرات المحمرة في الزيت.
ولكن مع الأسف على الرغم من شهيتنا لتلك الأطعمة وضعف إرادتنا أمامها إلا أنها تحتوي على مادة الأكرلاميد التي تعتبر الصديق الوفي لمرض خرف الشيخوخة المعروف باسم الألزهايمر، الذي لم يقتصر الإصابة به على المسنين فقط بل زادت نسبة الإصابة به في سن مبكرة عن ذي قبل، لذلك لم يعد الشباب في منأى عن ذلك المرض اللعين الذي يهاجم أغلى خلايا في أجسامنا.. وهي الخلايا العصبية التي إن فقدت أو تعرضت للتلف فمن الصعب جدا إن لم يكن من المستحيل إمكانية استعادة نشاط الخلية العصبية التالفة أو الميتة، ولذلك فلم يعد أمامنا إلا خيار وحيد وهو الوقاية.
وللوقاية من ذلك المرض لابد في البداية عدم الإفراط في تناول الأطعمة المحمرة في الزيت، خاصة ذات المحتوى العالي من النشا وعلى رأسها البطاطس المحمرة، والأمر الآخر إذا كانت وجبتنا تحتوي على المحمرات فلابد أن يكون معها أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات الورقية بأنواعها (الخس – الجرجير – البقدونس – السبانخ.. إلخ)، لذلك كان من الضروري استدعاء طبق السلطة المفتقد منذ عقود إلى موائدنا، كما أن الفاكهة التي تحتوي على فيتامين جـ (C) المضاد للأكسدة المتواجد في الموالح والجوافة وأنواع الفواكه الأخرى مثل الفراولة والكنتالوب والتفاح والموز والعنب التي لها عظيم الأثر في الوقاية من الألزهايمر، كذلك الرجوع إلى عاداتنا القديمة في الإفطار بطبق البليلة الساخن حيث أن حبوب القمح الكاملة من أكثر الأطعمة التي تحتوي على مواد تقي الخلايا العصبية في أجسامنا من التلف، وكما قالوا "درهم وقاية خير من قنطار علاج".