محمود قدري يكتب: وسيبقى لمصر شعب يحميها - منبر الشروق - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:21 م القاهرة القاهرة 24°

محمود قدري يكتب: وسيبقى لمصر شعب يحميها

نشر فى : السبت 18 مايو 2013 - 2:40 ص | آخر تحديث : السبت 18 مايو 2013 - 2:40 ص
وسيبقى لمصر شعب يحميها
وسيبقى لمصر شعب يحميها

في حالة خطف أحد أبناءك -لا قدر الله- وتمت مطالبتك بدفع مبلغ مالي لاستعادتهم من خاطفيهم, أنت كأب ستدفع خوفاً على حياة أبناءك. وربما لو كانت لديك الصلابة الكافية لحاولت المراوغة في سبيل القبض على الخاطفين ومحاسبتهم. في الحالة الأولى لا يمكن أن يلومك أحد, وفي الحالة الثانية أنت تستعيد أبناءك وتؤدي خدمة لبلدك وللقانون, رغم الخطورة وفجاعة النتيجة في حالة الإخفاق.

 

لكن الدولة ماذا تفعل لو تم خطف جنودها؟ حكاية خطف الجنود هذه حكاية عجيبة ومدهشة. الجندي المصري لم يحارب منذ عقود, فقد جعل السادات من حرب أكتوبر آخر الحروب، متحدياً دوافع الصراع, وصيرورة التاريخ, ودورة الزمان, وطبيعة البشر! لكن ذلك ليس موضوعنا, ما أريد أن أسأل عنه.. السلام له ضرره تماماً كالحرب، وخاصة لو كان عدوك ضحك عليك ونيمك وثبتك أمام الدنيا.. فهل تمكن السلام من تغيير طبيعة الجنود المعروفة؟!

 

الجندي لو قتُل يصبح شهيداً, لو قَتل أو خطَف فهو يؤدي واجبه, لكنه لو اُختطف فالأمر جلل. سبعة جنود وقبلهم آخرين من العسكرية المصرية يختطفوا, هل نسوا كيف يطلقون النار أم ماذا؟! أم أن في الأمر "إن" وأخواتها؟! لا تجعلوا من أرض سيناء بلاعة تبتلع أولادنا, يكفي أنها في الحرب شربت دماءهم، وفي السلام جفت الدماء وبقى الرمل وحده.

 

في أزمنة العبث والضعف والركود تحدث تلك الحوادث, فمثلاً نحن سنتحدث عن حادثة الخصوص في المستقبل للأجيال التالية بكثير من الخجل والمهانة: "أصل عيلين بيلعبوا قدام جدار فرسموا وكتبوا عليه فاللي حصل حصل"!

 

الشعوب تتغنى بالأمجاد لتعيش الحاضر وتصنع المستقبل, ونحن ماضينا القريب الذي أنتج جيلنا الحالي مشوه ومؤسف, ورغم ذلك استطاع ذات الجيل الذي ولد في عصر الخواء العظيم أن يصنع ثورة ستبقى وستستمر طالما فينا الروح, والروح ليست مادة لتفنى وتنتهي, وخاصة أرواح من قالوا لا تظل أبدية وخالدة الألم, كما رآها أمل دنقل.

 

فكروا من لهم المصلحة في الهجوم على الجيش المصري وتشويه صورته.. تعرفونهم بسيماهم.

سيبقى لمصر شعب يحميها.. منهم من يحمل السلاح، ومنهم من يحمل الأمل.

شارك بتعليقك