رئيس مصر القادم ... صنع في أمريكا - منبر الشروق - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 11:11 م القاهرة

رئيس مصر القادم ... صنع في أمريكا

نشر فى : الجمعة 20 أبريل 2012 - 9:05 ص | آخر تحديث : الجمعة 20 أبريل 2012 - 9:05 ص

بقلم : محمود عبدالسلام علي


حقاً علينا أن نتعجب هذه الأيام و نحن نشاهد تطورات الوضع السياسي الحرج الذي تعيشه  بلادنا هذه الأيام ولا نملك سوي أن نقول لكي الله يا مصر .......

حينما أري أحد أعمدة النظام السابق يعود للظهور من جديد و هو أكيد عمر سليمان و حين أري تناقد مواقف الإخوان المسلمين و حزبهم في إتخاذ قرار ترشيح خيرت الشاطر او محمد مرسي عندها أعيد التفكير في ثورة أخري لا ينقض عليها أحد .

كان يتسلل إلي نفسي الخوف علي بلادنا من مستقبل الرئيس القادم لكن هذا الخوف قد أصبح واقعاً نعيشه و حين ذلك بدأت أن أقرأ و أتبين في تاريخنا و تاريخ أقرب حلفائنا الذين يمتلكون الهيمنة علي كافة قرارتنا ألا وهي أمريكا .


لا تتعجب في دنيا ملأت بالأعاجيب حين أقول لك أن قرار رئيس مصر القادم قد أتخذ بالفعل في لانجلي بولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية ... نعم حيث تكمن وكالة المخابرات الأمريكية نعم لا تتعجب و ستعلم ماذا أقصد في نهاية هذا المقال.


قامت ثورتنا التي لم يشاء الله لنا بإستكمالها و بتحقيق أهدافها و قد كانت الإستراتيجية الأمريكية وقتها تدعم مبارك و نظامه ثم بدأت تنحرف عن الدعم رويداً رويداً , فبدأت بمطالبة النظام بتغيير السلطة سلمياً أو الإنتقال السلمي للسلطة أو تداول السلطة بشكل سلمي ولكن هنا بدأت أن أتحدث إلي نفسي و أقول " من أمتي أمريكا بتحب الشكل السلمي أوي كدة دي مصلحتها حرب زي ليبيا او سوريا عشان تنتهز الفرصة و تقسم مصر و تبقي مهيمنة فيها أكتر و أكتر " و هنا أدركت أن ليس من مصلحة أمريكا أن تتغير السلطة في مصر بشكل جذري أو بمعني أصح تغيراً ثورياً .


فالإدارة الأمريكية لا يعنيها النظام في مصر بقدر ما يعنيها أن يكون الإنتقال من نظام إلي نظام بطريقة سلمية لا ثورية و هذا من أجل بقاء السيطرة , فالإنتقال السلمي للسلطة يتيح للإدارة الأمريكية إعادة ترتيب أوراق اللعب بما يحافظ علي المصالح الأمريكية في مصر و الشرق الأوسط بوجه عام .


أما الإنتقال الثوري للسلطة فعادة ما يخرج عن نظاق السيطرة , فالثورة أشبه بقدر به ماء يغلي فلا يمكن السيطرة علي حركة الغليان التي عادة ما تجعل ما في القاع يفور مع الغليان فيصعد إلي السطح و ما في السطح يهبط إلي القاع .


و من هنا جاء التغير الخبيث للإدارة الأمريكية من دعم مبارك إلي دعم غير معلن للإخوان المسلمين .

فقد أجادت المخابرات الأمريكية تلك الصناعة ألا و هي صناعة الزعامات و توظيفها ثم إستغلالها لتحقيق مصالحها الخاصة ثم تقوم بوضع الخطة الملائمة للتخلص من تلك الزعامة حينما تبدأ بالخروج عن السيطرة و حينما تنتهي المصلحة التي جعلتهم يأتون به و هذا ما قد سبق أن فعلته عندما صنعت أسامة بن لادن و تنظيم القاعدة لضرب و إيقاف الإمتداد الروسي في أفغانستان حتي إذا تحقق هذا الهدف فأنقلب السحر علي الساحر ثم جري ما جري فأنقضت عليه و كانت تصفيته .

وهي الآن تريد أن تصنع لنا هذه الزعامة تحت قيادة جماعة الإخوان المسلمين الذي هو الآن جاهزاً للإنقضاض علي السلطة في مصر , و بهذا تستغل أمريكا الإخوان بمرجعيتهم السنية لضرب إيران الشيعية بعد أن تعذر عليها ضربها بصدام حسين في حروبه ضد إيران التي أستمرت قرابة العشر سنوات .


فالإدارة الأمريكية يهمها حالياً ضرب القوة العسكرية الإيرانية و إيران دولة شيعية إذاً إذا أردت ضربها في عقر دارها فلتخرج لها من قلب العالم الإسلامي بدولة سنية لتستغل بذلك الصراع التاريخي بين المذهبين السني و الشيعي لتحقيق مصالحها و بالتالي مصالح إسرائيل في إستكمال إلتهاب باقي الدولة الفلسطينية , هذا هو السبب في وجهة نظري  لتصعيد الإخوان لمرشح رئاسي منهم .

شارك بتعليقك