هاني عبد الستار كشك يكتب: ارحمنا يا دكتور علاء - منبر الشروق - بوابة الشروق
الخميس 3 أكتوبر 2024 7:26 ص القاهرة القاهرة 24°

هاني عبد الستار كشك يكتب: ارحمنا يا دكتور علاء

نشر فى : الأربعاء 22 مايو 2013 - 12:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 22 مايو 2013 - 12:20 ص
هاني عبد الستار كشك
هاني عبد الستار كشك

(البسطاء يؤهلون أنفسهم بكفاءة لمواجهة انقطاع الكهرباء بلا شكوى. الأثرياء يصرخون وهم قادرون على شراء أجهزة توليد الكهرباء.. إنهم لا يحبون مصر). ما سبق ليس نكتة أو فكاهة، بل هو نموذج لما يكتبه الدكتور علاء صادق على صفحته على الفيس بوك.

 

في الحقيقة كنت أتجاوز عن أفكار كثيرة يكتبها الدكتور على صفحته ولا أعلق أو أكتب شيء عنها، ولكن ما كتبه الدكتور في هذه المرة فاق الحدود وتخطى كل حواجز الصبر. لا أستطيع أن أصف ما يكتبه الدكتور علاء صادق على صفحتة سوى بأنه أصبح نموذج لمسح الجوخ والتطبيل لأنه لا يرى أي قصور ولا يرى إلا أن الجميع يتربص بالرئيس والحكومة، فهو يعجز دائمًا عن رؤية الحقيقة ودائمًا يرى أن الرئيس يقدم نموذج رائع من الحكمة، وأن مشروعه سيأخذ مصر وينهض بها ويضعها ضمن الدول المتقدمة.. هو وحده من يشعر بهذا.

 

ربما تحب الرئيس، وهذا حقك، ولكن ما ليس حقك هو تضليل الآخرين وتصوير المشهد على أن الجميع يريد إفشال الرئيس وحكومته، ذلك لأننا جميعًا مصريين ونريد للجميع الخير، ولكن أن نظل نرفع رايات التأييد هكذا "عمال على بطال" فهذا ما سيعود بنا إلى الوراء، وهو ما يجعلنا نشعر أن النظام يعيد نفسه مرة أخرى ولكن مع تغيير الأشخاص، فمن كان معارضًا بالأمس أصبح حاكمًا ووجد من يصفق له على كل قرار.

 

يا دكتور علاء إما أن تقول الحق أو تصمت، فهذا الدور الذي تلعبه أصبح غير مقنع لأي طفل صغير، بل وفي غاية الاستفزاز. إذا كان تفكير سيادتكم بهذا الشكل في انقطاع الكهرباء فأنصحك يا دكتور بإعادة النظر في هذة الافكار وإصلاحها لتستطيع أن ترى أن انقطاع الكهرباء نعاني منه جميعًا كمصريين وعلى اختلاف الطبقات التي ننتمي إليها، بسطاء كنا أو أثرياء، وهذا يحدث منذ سنوات، وهذا ما حذر منه الجميع قبل حلول شهور الصيف وزيادة الضغط.

 

وإذا كنا سنؤهل أنفسنا لانقطاع الكهرباء بشراء أجهزة التوليد الكهربائي وارتداء الملابس القطنية صيفًا كما نصحنا رئيس الوزراء قبل ذلك، فكيف سنؤهل أنفسنا لاستعادة الأمن والنظام ومواجهة الغلاء وتحسين الاقتصاد ورفع أعداد السائحين وتخفيض معدل البطالة وأشياء أخرى عديدة؟

 

وهل معنى أن ننتقد انقطاع التيار الكهربائي أننا لا نحب مصر؟ إذن فلنشتري أجهزة توليد الكهرباء من أجل مصر، ونقوم بتخزين المياة من أجل مصر، ولا ننتقد أي مسئول من أجل مصر، ولنتجنب أي طريق به محطة بنزين حتى لا نشكو من الزحام من أجل مصر. الدكتور علاء صادق يريدنا أن نحب مصر بطريقة مختلفة فنرى الأخطاء والعجز ونصمت ولا نتكلم ولا نشكو.. فقط نصفق كما يصفق هو.

 

كل ما نريده هو العين التي تنتقد نقدًا بناءًا ولا تهدم، وإن كان هناك أخطاء فلنشر إليها ونعمل على تلافيها، ولكن سياسة أن الجميع يريد أن يهدم النهضة، والكل يقف ويعرقل قطار التنمية، فهذه سياسة كان يتبعها البعض قديمًا. كل ما أرجوه هو أن نصفق عندما نلاحظ أو نشعر بأننا وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح وأننا نتقدم بالفعل، وأن ننتقد بلا خوف من يخطىء، وأن يسمع بعضنا البعض، ولكن أن ندافع عن القصور بمثل هذة الأفكار الغريبة فهذا مرفوض، وهذا ما يدعونا إلى أن نقول (ارحمنا يا دكتور علاء).

شارك بتعليقك