إن أمريكا لا تعطينا شيئا، بل تأخذ منا كل يوم معونات ومساعدات هائلة، منتزعة من استقلالنا وسياداتنا، فى مقابل بضعة قروش يسمونها معونة كذبا وتضليلا. وهذا ليس تحليلا سياسيا أو كلاما مرسلا وإنما هى حقائق موثقة من واقع عشرات التقارير الأمريكية الرسمية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر تقرير الموازنة العامة لأمريكا الخاص بالمساعدات لمصر عن عام 2007 الذى ننشر خلاصته فيما يلى:
· تعتبر مصر هى أكثر حلفاء الولايات المتحدة أهمية.
· إن دعم مصر لمبادرات أمريكا المختلفة سواء المتعددة الجوانب أو ثنائية الجوانب شديد الحيوية سواء كانت ذات طابع سياسي، أو استراتيجي، أو عسكري، أو اقتصادي.
· وفيما يتعلق بحرب أمريكا ضد الإرهاب فإن مصر تساند أمريكا بطرق عده سواء عن طريق الدعم الشعبي أو المساعدة فى نقل الجنود، والمساعدات الاستخبارية، والتعاون الاقتصادي والدبلوماسي.
· أما دور مصر الحيوي فى عملية السلام فى الشرق الأوسط فلقد تم تعزيزه أثناء انسحاب إسرائيل من غزة.
· أما مساعدات مصر فى عملية نقل الجنود فى الحرب ضد العراق فقد كان أساسيا لإنجاح الغزو الأمريكى، بالإضافة لمجهوداتها بعد الحرب لإعادة تأهيل العراق عربيا وعالميا فى المجتمع الدولى.
· أما عن تأثير مصر فى المنطقة فهو محوري فيما يتعلق بمصالح أمريكا فى العالم العربي والإسلامى والدول النامية.
· إن مصر المستقرة والتي تعتبر أمريكا حليفا صديقا ستستمر غاية فى الأهمية لمصالح أمريكا الأمنية فى المنطقة.
· إن طلب إدراج نسبة 1.3 بليون دولار فى الموازنة للمساعدات العسكرية لمصر سيستمر لمؤازرة جيش مصري مدرب يساعد على الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويرمى إلى الوصول إلى تعاون مشترك تصاعدي مع القوات الأمريكية.
· إن المساعدات العسكرية لمصر سوف تدفع بأهداف السياسة الخارجية لأمريكا إلى الأمام في المنطقة.
· وسوف تؤهل القوات المسلحة المصرية للمشاركة كحليف فى العمليات العسكرية فى العالم أجمع.
· إن المساعدات الأمريكية لمصر تيسر استخدام أمريكا لقناة السويس والمساعدات ذات الأهمية القصوى للقوات الأمريكية فى جنوب غرب أسيا.
· إن دعم مصر لعمليات السلام العالمي والحرب العالمية ضد الإرهاب قد أثبتت مرارا وتكرارا أهمية تلك المساعدات.
· أما 1.2 مليون دولار فى الموازنة فسوف يخصص للتدريب والتعليم الدولي العسكري للارتقاء بالقوات المصرية تكتيكيا. هذه المخصصات تؤهل مصر لإرسال طلبة لتلقى تعليم تقنى ومتخصص فى هذا المجال. هذه الدورات تعمل على تعزيز التعاون المشترك بين كلا الطرفين وتخدم مصالح أمريكا فى المنطقة.
· وفى الموازنة خطه للاستمرار فى تدريب المصريين على الوسائل المختلفة لمكافحة الإرهاب، بالإضافة لتدريب الأشخاص المبعوثة على مكافحة غسيل الأموال وتمويل الدورات المتخصصة بمكافحة الإرهاب.
· وتلك الدورات سوف تساعد على دعم المؤسسات والسياسات المتعلقة بالقوانين الاستراتيجية المسيطرة على التجارة.
· لقد تم تخصيص 455 مليون دولار لبرنامج الإصلاح الخاص بمصر وتلك الإصلاحات سوف تساهم فى زيادة صادرات أمريكا وفتح مجالات جديدة للتجارة والاستثمار الأمريكى.
***
من هذا التقرير وغيره، ندرك أن القضية ليست هى كيفية الاستغناء عن المعونة الامريكية أو كيفية توفير بدائل لها، وإنما القضية الحقيقية بعيدا عن التضليل الأمريكى هى كيفية التوقف فورا عن دعم وخدمة السياسات الأمريكية المعادية والمضادة لمصالحنا الوطنية وأمننا القومى.