محمد غالي يكتب: واإسلاماه - منبر الشروق - بوابة الشروق
السبت 23 أغسطس 2025 9:04 م القاهرة

محمد غالي يكتب: واإسلاماه

نشر فى : الخميس 28 مارس 2013 - 11:30 م | آخر تحديث : الخميس 28 مارس 2013 - 11:30 م
محمد غالي
محمد غالي

أتحدث إليكم كوني مسلماً أغار على ديني من هؤلاء الذين يزعمون أنهم رموز للإسلام، كلا والله كيف يكون هؤلاء المنافقين المنحرفين عن مبادىء الدين الإسلامي رموزا للإسلام؟! إنهم لم يتاجروا بالدين فحسب، بل يشوهو صورة الإسلام بادعائاتهم وتصرفاتهم وأخطائهم الجمّة، يشنعون بمن يشائوا من أجل مصالحهم الخاصة، ويكفرون من يخالفهم حتى في رأي من أمور الدنيا. لم يصل جوهر الإسلام إلى قلوبهم وعقولهم، لكنه بالنسبة إليهم طقوسا ليس إلا،  يتظاهرون بأنهم يتبعون سنن نبينا صلى الله عليه وسلم ولم يأخذوا عنه إلا إطلاق اللحية وارتداء الجلباب. ممتلئون البطون، رغم أن نبينا الكريم كانت بطنه وصدره سواء -كما روى الترمزى والبيهقى بسند صحيح عن أبى هريرة أنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاض البطن". لا أدعى بهذا أنهم قادرون على أن يصلوا إلى كمال رسول الله، ولكنهم بعيدين كل البعد عن خلقه وبساطته وتسامحه ومعاملاته مع الناس.

 

لا أحب التعميم في أغلب الأحيان، ولكن أخص البعض ممن يتاجرون باسم الدين ويستخدمونه كأداة لرعاية المصالح الخاصة، ونفاق الحاكم وتبرير ممارساته الخاطئة، إلى آخر ذلك من أفعال تتنافى تماما مع آداب وتعاليم الدين الإسلامي.

 

كثرت الفضائيات التي تتحدث باسم الدين، هنا من يروى وهناك من يفتى، وآخر يفسر كما يهوى له، وآخر جعل الدين مسَخراً لخدمة السلطة، وسب وقذف الناس بالباطل. يعرفون العلم ويزيدون عليه لخدمة جماعات وليس لخدمة الدعوة إلى الدين، هؤلاء الذين يحرفون الكلم عن مواضعة ويفسرونه بغير مراد الله، ويشعلون الفتن ليحققوا أهوائهم، وهم كثيرون في هذا الزمان لا يمكنني حصرهم، لكن سأكتفي بإلقاء الضوء على بعضهم وما فعل ومازال يفعل، ويسمي نفسه داعية إسلامي أو عالما بأمور الدين أو رمزا من رموز الإسلام.

 

أحدهم، ويدعى أبو إسلام، الذي لو تعلم أدب الإسلام لحفظ لسانه، والذي لا يخلو حديثه من السب والألفاظ المعيبة، إلى جانب ما يعرضه من الميديا التي لا تتناسب مع قناة إسلامية دعوية، ليست كما هي الآن منبرا للهرتلة بمفردات بذيئة تتنافى مع الدين تماما، وتحت شعار "قناة تأخذك إلى الجنة" بالحديث الذي لا يخلو أيضاً من السب والتكفير والانخراط في دوائر القذارة السياسية ونفاق السلطة، هذا ما ستقود به قناة الناس الفضائية مشاهديها إلى جنة الخلد وملك لا يبلى، تحت قيادة الشيخ خالد عبدالله، هؤلاء وغيرهم من تجار الدين يستغلون الطابع الديني لدى الناس لينقلوا أفكاراً ومفاهيم سامة وخاطئة تنشر الفتن وتنشىء حالة من الحزبية والانقسام داخل المجتمع المصري.

 

هؤلاء السفهاء الذين يسيئون للإسلام كل يوم على الفضائيات والانترنت لابد من مواجهتهم بشتى الوسائل، فهم خطر علينا وعلى ديننا. هؤلاء الممثلين المحتالين الذين قال عنهم الله في كتابه: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام (204) وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد (205) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد (206)" سورة البقرة. علينا ألا نسمع لهؤلاء، فقط نستمع إلى من يجعله الله وسيطاً للهداية بكتابه الكريم وسنة نبيه العظيم، فما أكثر تفاسير أعلام الإسلام مثل الطبرى والقرطبى وابن تيمية وابن القيم الجوزية والنووى والجلالين "المحلى والسيوطى" والشعراوى وغيرهم ممن يستحقون القراءة والمتابعة،  حتى لا نحيد عن أصول ديننا وسنة نبينا، وما أمر الله ونهى في كتابه، وحتى لا تسوء أحوالنا ولا نضل أكثر مما نحن فيه من ضلال، كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد." رواه ابن ماجه عن العرباض بن سارية .

 

هذا ما أوصَانا به نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي أمرنا بطاعته التي هي من طاعة الله، وطاعة أولي الأمر في من صلح في ولاية أمر المسلمين، لا بطاعة هؤلاء المحتالين الذين باعوا دينهم بثمنٍ بخس، وشوهوا ديننا وفسروا القرآن والسنة على أهوائهم على غير مراد الله، فاعرضوا عنهم وإلى الله مرجعهم، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

 

شارك بتعليقك