صوفيون فى حضرة التمرد

آخر تحديث: الجمعة 12 يوليه 2013 - 12:28 م بتوقيت القاهرة
كتب ــ عبدالرحمن مصطفى

فى أبريل الماضى تنبأ الصوفى مصطفى زايد برحيل الرئيس محمد مرسى فى مدة لن تزيد على شهرين إلى ثلاثة أشهر، وذكر فى ذلك الوقت أنها بشرى من سادات آل البيت.

 

وحين جاء الموعد فى الأيام السابقة على تاريخ 30 يونيو، انطلق مع زملائه إلى التحرير، فى انتظار تحقيق النبوءة، ولم يكن وحده هناك إذ شاركت بعض الطرق الصوفية التقليدية فى الاعتصام بميدان التحرير، أما هو فيختلف عنهم فى أنه يرأس الائتلاف العام للطرق الصوفية الذى تأسس قبل عامين مع مجموعة من المتصوفة، كما يصف نفسه بالناشط الصوفى.

 

 

 

«داخل الطريقة يعانى الصوفى البسيط من التهميش وسطوة شيخ الطريقة الذى يرث ابنه منصبه من بعده، وهذا الأسلوب لابد من تغييره».

 

تلك النزعة دفعت بعض المنتمين إلى الطرق الصوفية لتكوين ائتلافات واتحادات تجمع شباب الطرق الصوفية، على أمل صنع مناخ جديد فى عالم التصوف، لكن الأمر على أرض الواقع لا يتجاوز أن تكون بعض تلك الكيانات مجرد صفحات على شبكة فيس بوك الاجتماعية، كما أنها تتناثر بين المحافظات المختلفة، وأغلبها يعتمد فى نشاطه على تسجيل المواقف وإصدار البيانات الرسمية.

 

 

 

يذكر مصطفى زايد أن هناك حالة من الغربلة ستجرى لكل الكيانات الصوفية التى أنشئت بعد الثورة وليس لها وجود حقيقى، وفى جانب آخر يردد عدد من مشايخ الطريق الصوفية التقليدية عن أصحاب تلك الائتلافات أنهم طامحون إلى مناصب ويسعون إلى الشهرة.

 

 

 

وتبرز هنا أسماء كيانات منها: رابطة الصحوة الأزهرية، والاتحاد العام لشباب الصوفية، والاتحاد العام لشباب الطرق الصوفية، لكن لم تسفر هذه الكيانات عن تأثير جذرى فى التصوف المصرى، بقدر ما أعطت صوتا للصوفية فى بعض الفعاليات الثورية، كما أنها ليست كيانات ذات طابع واحد،  فغالبا ما يكون مؤسسها هو محور ذلك الكيان الصوفى، وأحيانا ما يكون المؤسس فى محافظة ومعاونوه فى محافظة أخرى.

 

 

 

هذه الأجواء لا تصنع قطيعة بين هؤلاء الشباب ومشايخهم، إذ لا يجد الشيخ مصطفى زايد غضاضة من أن يقبل يد مشايخ الطريقة الرفاعية التى يتبعها، ويرى أن الخلاف بينه وبين مشايخ الطرق الصوفية هو اختلاف حول أسلوب الادارة، خاصة أنه كان قد طالب مع زملاء من نفس التيار الشبابى الصوفى، الذين تتراوح أعمارهم بين الثلاثينات والأربعينات، أن يكون لهم موضع قدم فى إدارة الشأن الصوفى.

 

«حاولنا أن نوجد لنا مكانا فى المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وحاولنا أن نقدم مقترحات لتعديل القوانين واللوائح المنظمة للطرق الصوفية،  لكن لم يستجب أحد». رغم ما ترسمه عبارات الشيخ مصطفى زايد من صورة ضبابية عن مستقبل تلك الكيانات،  غير أن الأمر ما زال فى يد الطرق الصوفية التقليدية أن تفتح باب التجديد والنقاش من داخلها.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved