خروج الشوق من أوسكار أفضل فيلم أجنبي عمق جرح سينمائي مصر

آخر تحديث: الأحد 22 يناير 2012 - 1:00 م بتوقيت القاهرة
القاهرة - أ ش أ

عمق خروج فيلم "الشوق" ، الذي مثل مصر ، من  التصفيات النهائية لجائزة "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي 2011 جرح السينمائيين  المصريين بغيابهم عن المنافسة على الجوائز الدولية في مهرجانات السينما العالمية.

 

 وكانت أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية  التي تمنح جوائز أوسكار  قد أعلنت الأسبوع الماضي ، وضع تسعة أفلام أجنبية في قائمة مختصرة للترشيح لجائزة  أفضل فيلم أجنبي  مستبعدة الفيلم المصري "الشوق".

 

وزاد من ألم الجرح هذا العام أن غياب مصر قابله حضور أفلام تمثل دولا لاتتمتع  بنصف ما تتمتع به مصر من تاريخ سينمائي طويل أو ثقل فني متميز مثل إيران والمغرب  وكذلك إسرائيل. وعلى الرغم من أن السينما المصرية شهدت حضورا قويا في المهرجانات الإقليمية  وحصلت أفلامها على جوائز رفيعة من مهرجانات إقليمية ، إلا أن ذلك لم يشفع لها في  الاقتراب من المنافسة على تلك الجائزة الرفيعة التي تمنحها هوليوود لأفضل فيلم  غير أمريكي.

 

بعض النقاد يحملون صناع السينما مسئولية هذا الغياب بإنتاج أفلام تجارية تخاطب  المشاهد المصري ولا تتحدث لغة عالمية يفهمها سينمائيو ونقاد العالم الذين يمثلون أعضاء لجان التحكيم في مثل تلك المهرجانات.

 

 

ويرى الناقد طارق الشناوي أن السينما المصرية يغلب عليها الطابع التجاري الذي  يغازل الجمهور بحثا عن الإيرادات والنجاح أمام شباك التذاكر وهو ما يحول في  الأغلب دون وصول الفيلم إلى عمل يستحق جائزة دولية رفيعة.

 

ولفت إلى أن السينما المصرية على مدى عقود طويلة ظلت قائمة على فكرة "النجم"  الذي يقوم المؤلف والمخرج وكل فريق العمل بتفصيل الفيلم على مقاسه حيث يتدخل في  كافة التفاصيل بغض النظر عن تأثير ذلك على المضمون أو السيناريو وحبكته الفنية. وأكد أن مصر تمتلك كافة المقومات البشرية والمادية لتحقيق حلم الجائزة

العالمية وخاصة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لكننا فقط نحتاج إلى إعداد فيلم بتلك  المواصفات بغض النظر عن مغازلة السوق وشباك التذاكر.

 

ولم يخف الفنان الكبير محمود ياسين حزنه من غياب مصر الدائم عن الجوائز  العالمية ، لكنه يرفض في الوقت نفسه تحميل السينمائيين المصريين المسئولية كاملة  عن هذا الغياب .. مؤكدا أن السينما المصرية قدمت على مدى تاريخها الكثير من  الأفلام الهامة التي كانت تستحق نيل تلك الجائزة الرفيعة.

 

وقال ياسين "إن فيلم "الشوق"الذي مثل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي  لهذا العام جيد للغاية من حيث القصة والسيناريو والحبكة السينمائية ونال أكثر من  جائزة ، وكان يستحق على الأقل دخول التصفيات النهائية على الجائزة لكنها في  النهاية وجهة نظر النقاد والمخرجين أعضاء لجنة التحكيم".

 

ويرى المخرج محمد خان أن معايير لجنة اختيار الأفلام المتنافسة على أوسكار  أفضل فيلم أجنبي ليست فنية دائما حيث نجد الجانب السياسي حاضرا للغاية في  الاختيارات وأحيانا يلعب دورا في نيل الجائزة نفسها.

وأوضح أن السينما المصرية تطورت كثيرا من حيث السيناريو والإضاءة والديكور  والإخراج ، وبدأنا بالفعل الاستعانة بأحدث أدوات التكنولوجيا في العملية  الإخراجية لكننا فقط نحتاج إلى توظيف كل تلك الإمكانيات في أكثر من عمل كل سنة  وحينها ستكون فرصتنا أكبر على المنافسة.

 

وكانت مصر قد رشحت أكثر من عمل للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي خلال  السنوات الماضية وأبرزها أفلام "سهر الليالي"، إخراج هاني خليفة، و"الجزيرة"  إخراج شريف عرفة، و"رسايل البحر" لداوود عبدالسيد ، وأخيرا "الشوق" لخالد الحجر. ومع كل مرة تسود حالة من التفاؤل بين السينمائيين المصريين بنيل الجائزة قبل أن يصدموا بخروج الفيلم من التصفيات الأولية للمنافسة على الجائزة كما حدث مع  فيلم "الشوق".

 

وتدور أحداث الفيلم حول عائلة فقيرة في مدينة الإسكندرية تعاني لتوفير مصادر  رزقها ما يدفع الأم للسفر إلى القاهرة بحثا عن عمل فتجد أن امتهان التسول أنفع من  العمل وتبدأ في جمع المال من خلال الشحاتة لكنها تخسر ابنتيها اللتين تتحولان إلى  فتيات ليل بسبب الفقر. والفيلم كتبه سيد رجب بطولة سوسن بدر وروبي وأحمد عزمي ومحمد رمضان وميريهان وتولى إنتاجه اللبناني محمد ياسين ، ونال الجائزة الكبرى في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كما فازت بطلته سوسن بدر بجائزة أفضل ممثلة في  المهرجان نفسه.

 

ومؤخرا اختار مهرجان "ميلانو" السينمائي في إيطاليا فيلم "الشوق" لافتتاح  دورته ال(22) إضافة إلى عرضه على هامش المسابقة الرسمية للمهرجان ، والمهرجان  مخصص للأفلام الأفريقية والأسيوية وأفلام دول أمريكا اللاتينية المقرر عقده في  الفترة من 19 إلى 25 مارس القادم في مدينة ميلانو الإيطالية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved