ليلى مراد.. صوت «كريستالي» ينتشر صداه رغم الغياب - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 5:48 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليلى مراد.. صوت «كريستالي» ينتشر صداه رغم الغياب

كتب ــ محمد السيد
نشر في: الجمعة 1 مارس 2013 - 10:05 م | آخر تحديث: الجمعة 1 مارس 2013 - 10:05 م

امتلكت المطربة الراحلة ليلى مراد صوتا كريستاليا يلمع عندما تغني ويضيء عندما تتحدث، تشرخ صمت الحيرة بضحكتها وتصنع من دمعها مراسي للمحبين، يهتدون بآهاتها إلى طريق الرومانسية الشجية الطاهرة، إنها السؤال الذي يجيرك والإجابة التي تفتقدها، سيدة القصر ومن شرفتها رأينا الحياة.

 

ليلى مراد، التي حلت ذكرى ميلادها قبل أيام، تركت فراغا فنيا وغنائيا لكن صداها ما زال يعبئ صدورنا وعقولنا نتنسم منه الطرب والذكريات.

 

الفارق بين ميلادها في 17 فبراير عام 1918، وحتى وفاتها في 21 عام 1995 ليست تلك العقود السبعة التي اقتربت من ثمانية، لكنها مسافة مزروعة حب وورد وشوك أيضا، حياة حافلة ورحيق دائم يزكم الأنوف ولا يصيبها بحساسية مفرطة.

 

ولدت ليلى مراد من أسرة يهودية بالإسكندرية، فوفقا لـ«ويكيبديا» كان اسمها ليليان، والدها هو المغني والملحن الحلبي إبراهيم زكي موردخاي "زكي مراد" الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذي لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها جميلة سالومون يهودية من أصل بولندي.

 

سافر والدها ليبحث عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات، اضطرت فيها للدراسة بالقسم المجاني برهبانية «نوتردام ديزابوتر ــ الزيتون»، وتعرضت أسرتها للطرد من المنزل بعد نفاد أموالهم وتخرجت بعد ذلك من هذه المدرسة.

 

بدأت مشوارها مع الغناء في الرابعة عشر من عمرها، حيث تعلمت على يد والدها زكي مراد، والملحن داود حسني، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة ثم الحفلات العامة، ثم تقدمت للإذاعة كمطربة عام   1934 ونجحت، بعدها سجلت أسطوانات بصوتها، عام 1937 ووقفت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم يحيا الحب، وعندما أنشئت دار الإذاعة المصرية تعاقدت معها على الغناء مرة كل أسبوع، وكانت أولى الحفلات الغنائية التي قدمتها الإذاعة في 6 يوليو عام 1934 غنت فيها موشح «يا غزالا زان عينه الكحل»، ثم انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما وعادت إليها مرة أخرى عام 1947، حيث غنت أغنية «أنا قلبي دليلي».

 

غنت ليلى مراد، حوالي 1200 أغنية، ولحن لها كبار الملحنين مثل: محمد فوزي، محمد عبد الوهاب، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد والقصبجي.

 

قدمت للسينما، 27 فيلما أولها فيلم «يحيا الحب» مع محمد عبد الوهاب عام 1937. ارتبط اسمها باسم أنور وجدي بعد أول فيلم لها معه ومن إخراجه وهو «ليلى بنت الفقراء»، وتزوجا عام 1945.

 

كان آخر أفلامها في السينما «الحبيب المجهول» مع حسين صدقي واعتزلت بعدها العمل الفنى.

 

كما قدمت العديد من الأغنيات الناجحة والتي ما زالت عالقة في أذهاننا حتى الآن، ومن هنا انطلقت ليلى لتكون بنت الجيران التي تألفها وتحبها وتخاف عليها وبنت الأكابر التي تحترمها وتقدرها وهي التي يقول عنها الروائي يوسف القعيد: "ليلى مراد.. من يقول منا إنه نجا بعيدا عن الوقوع في سحر صوتها الآسر. من يجرؤ على القول إنه ابتعد عن تأثيرها المهول حتى بعد أن اعتزلت الغناء لسنوات طويلة. عن نفسى لم استمع في حياتي إلى صوت فيه كل هذا الشجن سوى صوت ليلى مراد. صوت فيه فرحة بالحياة من الصعب أن تصفها الكلمات. وعذوبة تستعصى على الوصف".

وعندما كانت تظهر على الشاشة في أفلامها المعادة آلاف المرات. كان الإنسان يجد ما يمكن أن يمتعه في كل مرة يشاهد فيها هذه الأفلام. كان صوتها ينبوع أحلام. وكان حضورها أمام أعيننا وعدا بلحظات سعادة مسروقة من زماننا العصيب والصعب. أذكر أنني في كل مرة كنت أمر فيها أمام بيتها في جاردن سيتي. كانت تحدث لي رجفة حب من إحساسي أن ثمة جدارا واحدا وأكثر من دور تفصل بيني وبين صاحبة الحنجرة الذهبية وذلك الوجه الملائكي. صاحبة أكبر حضور جميل لجو العذوبة في فن تاريخ السينما العربية. مع أنها لم تعتمد في الأداء سواء كان تمثيلا أم غناء سوى على البساطة، إنها سيدة الحب التي كان الشعراء يرون حبهم في أغنياتها وينتظرون فتيات أحلامهن لينظرن من شرفتها"، كما قال الشاعر الكبير حلمي سالم في قصيدته الشهيرة «شرفة ليلى مراد»: "لعلني أنا الذي في الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام، مصطنعا الاعرجاج في ساقى، والعكاز تحت الإبط، فهل أنت الواقفة في شرفة ليلى مراد؟".

 

رحم الله ليلى التي أضاءت كل الأنوار بصوتها وحاصرتها شائعات كثيرة، أبرزها انتماؤها للكيان الصهيوني وعدم إشهارها لإسلامها رغم المشاعر الوطنية التي كانت تسيطر عليها ورغم غنائها لرائعة «يا رايحين للنبي الغالي بخشوع وجلال الناسك المتعبد»، رحم الله ليلى مراد التي أضاءت النور وكان لابد لها أن تضيء النور.

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك