أعلن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح- المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، خلال مؤتمره الطلابي الجماهيري، بمحافظة الإسكندرية، مساء أمس الاثنين، عن اختيار لطالب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، أحمد ناجي، ضمن فريقه الرئاسي ليكون ممثلاً عن الطلاب في مصر.
وكان الطالب أحمد ناجي، قد تقدّم بمشروع نظام إداري جديد لمصر، لإدارة شئون الدولة وتجاوز البيروقراطية المعطلة للعمل، وعددٍ من المشاريع القومية في القطاعات المختلفة لإنقاذ اقتصاد البلاد، الأمر الذي جعله يحوز على إعجاب فريق الخبراء بالحملة، ويتوافق مع المعايير الموضعية للاختيار.
وأكد أبو الفتوح، أن "الشباب هم مَن سينقذ مصر مما هي فيه، وسيرفع رايات النصر عالية خفّاقة، ويحققّ أحلام أجيال عديدة كانت تحلم بالريادة والقوة لمصر، لذا فإن الوطن ينتظر من الشباب الكثير لبنائه والنهضة به".
وقال أبو الفتوح: "أيها الشباب إن الثورة مستمرة حتى تحققّ أهدافها وتقضي على رموز الفساد وأعوان النظام الفاسد، لذا عليكم الانتشار في القرى والمدن المختلفة لتوعية أهلنا هناك باختيار رئيساً وطنياً يعبّر عن الثورة، والعمل على حماية الانتخابات الرئاسية من العبث والتزوير وشراء الأصوات، لأننا لن نسمح بعد الثورة بأن يحكمنا أحد رموز النظام البائد لأن مكانهم السجون وليس الرئاسة، كما أنها مستمرة ببناء دستور يُعبّر عن طموحات المصريين ويمثل كل فئات الشعب المصري، فلن نسمح بسلق الدستور أو وضعه تحت حكم المجلس العسكري".
مضيفًا: "أيها الشباب إن ثورتنا قامت على تضحيات كثيرة ودماء طاهرة منكم، ولن تكتمل الثورة إلا بالقصاص لهؤلاء الشهداء، فنحن لن نسامح في دمائهم، ومَن تورّط في قتلهم فمصيره السجن أياً كان منصبه، أمّا أذناب النظام الفاسد مَن عاثوا في مصر خراباً لن يفلتوا من العقاب وهذا دينٌ في رقبتي".
وتابع أبو الفتوح: "جئتُكم اليوم لأشارككم في حمل مسئولية الوطن، لأنه أمانة في أعناقكم، ولن ينهض إلاّ بإسهام كل أبنائه بجميع توجهاتهم السياسية والفكرية، كما لن ينهض إلاّ بشبابه الذي يُمثّل غالبية الوطن ونصف مجتمعه عدداً، وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لقد نصرني الشباب)، لهذا أنتم أهل النُصرة ومسئوليتكم النصر فقوموا بواجبكم تجاه الوطن، فإني وأبناء جيلي قد دخلنا السجون والمعتقلات وتعرّضنا لكل ألوان التنكيل من النظام السابق حتى جاءت الثورة التي أوقدتُم أنتم شُعلتها فأعادت الكرامة والعدل والحرية، فلا تسمحوا لأحدٍ أن يُقيّد حريتكم أو يستبد بكم بعد اليوم".
وتطرّق المرشح الرئاسي، لأوضاع التعليم والمؤسسات التعليمية في مصر ومدى ترديها وما آل إليه قائلاً: "أعلم أن المستوى المتردي الذي وصلت إليه مؤسساتنا التعليمية وجامعاتنا ومدنها السكنية وجودة التعليم يقف عائقاً أمام تحقيق الطموحات، وأن أوضاع أعضاء هيئة التدريس مُتردية ولا تليق بمَن نريد أن يصبحوا علماء المستقبل، فلقد زرتُ الكثير من جامعات مصر وأعلم ما وصلت إليه الخدمات التعليمية والبنية الأساسية من تدنّي فكانت مخرجات العملية التعليمية لا تساعد على المنافسة، إلاّ أنني على ثقة بكم وبقدراتكم وسنتحدى معاً الظروف وننهض بمصر وننافس بها في محيطها الإقليمي والعالمي، وسنتقوى بإيماننا بالله تعالى وعزمنا وإرادتنا وحبنا لهذا الوطن، ولقد عالجنا الكثير من هذه المشكلات في مشروعنا وبرنامجنا الانتخابي وعليكم أن تضيفوا إليه وتُطوّروا منه فهو مشروعكم وأنتم حَمَلَة هذا المشروع".
مشددًا بالقول إن "أوضاع الجامعة لن تتطوّر إلا بتعديل اللائحة الطلابية الجائرة التي لا تصلح لعصر الحريات، فالحرية من أهم مقاصد الشريعة وأهدافها وتحقيق العدالة والمساواة بين الناس من أعظم قيم الشريعة، لذا فإننا نسعى لتمكين قيم الشريعة ومقاصدها في كل حياتنا، فقد قال ابن القيم عنها: "إن الشريعة رحمةٌ كلها، عدلٌ كلها، مصلحةٌ كلها، وما خرج عن هذه القيم فليس من الشريعة في شيء"، وهذا ما نتبناه في مشروعنا (مصر القوية)".
كما صرحّ بأن "مشروعنا هو مشروع وطني جامع يُمثّل توجهات جميع المصريين وطموحاتهم، ويُحقّق العدالة بينهم فلا تمييز بين أحد إلا بالكفاءة، ويُؤسّس لوطن قوي وليس مشروع مؤسسة أو تنظيم أو حزب، وأؤكد لكم مراراً على إشراك الشباب في مشروعنا الوطني بأنني سأعين نائباً لرئيس الجمهورية شاباً منكم لا يتعدىّ عمره 45 عاماً، كما أعدكم أن يتم تعيين رئيس اتحاد طلاب مصر بالبرلمان لأنه يعبر عن شريحة من أكبر وأهم الشرائح في المجتمع وهم الطلاب".
موضحًا أنه سيعمل على "تمكين الشباب وأن يكون 50% منهم بالمناصب العليا للدولة، فهذه ليست كلمات بل هي تعهدات أنفذها بإذن الله إذا ما أصبحتُ رئيساً للدولة، فعليكم أن تعينوني بقوتكم وجديتكم وإن وجدتم فيّ اعوجاجاً فقوّموني، وكما قال سيدنا أبو بكر الصديق: (أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم وإن أحسنتُ فأعينوني وإن أسأتُ فقوموني)".
واختتم أبو الفتوح حديثه للشباب بتعهداته: "أيها الشباب لقد تقدمتُ لهذه المسئولية وحمل أمانتها لذا أُعاهد الله أمامكم ثم أعاهدكم أن يكون ولائي لله سبحانه وتعالى، وانتمائي لهذا الوطن العظيم، وأن أحافظ على حقوق الشعب وأرعى كرامته، وأن أحمل دماء الشهداء ومكتسبات هذه الثورة في عنقي حتى تصل مصر لمكانتها وقوتها وريادتها، وهذا لن يكون إلاّ بدعمكم ومساندتكم والله الموفق وعلى الله فليتوكل المتوكلون".
تجدر الإشارة إلى أنه قد حضر المهرجان الطلابي الحافل العديد من الشخصيات العامة والوطنية، أبرزهم الدكتور إبراهيم الزعفراني- أحد مؤسسي حزب النهضة، والإعلامي والشاعر عبد الرحمن يوسف، ونادر بكار- المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، والدكتورة رباب المهدي- أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية المستشارة السياسية لأبو الفتوح، والناشط السياسي وائل غنيم- مدير تسويق شركة جوجل في الشرق الأوسط، وإسلام لطفي- وكيل مؤسسي حزب التيار المصري، والكابتن نادر السيد- لاعب منتخب مصر السابق، ورئيس حزب العدل- مصطفى النجار، والطالب عمرو محمد- الفائز بمسابقة ناسا للعلوم الفضائية.